فن الكرتون في تركيا -رائد خليل
فن الكرتون في تركيا..رائد خليل
حمل النصف الثاني من القرن التاسع عشر ولادة حياة جديدة، مع صدور أول مجلة فكاهية هزلية مستقلة سميت(Diyojen)، التي رسمت حقبة معينة، تناولت جوانب متعددة من الحكايات الشعبية، وحتى القصائد، بأسلوب منمّق ومزركش لايخلو من الحس الفكاهي اللاذع.
ومع بداية تأسيس الجمهورية التركية، ظهرت أسماء هامة كـ : جمال نادر ، ورامز جوكس، إذ ساهمت رسومهما في تعزيز دور النظام الجمهوري وتقويته إعلامياً. وفي الفترة نفسها ، أصدر يوسف ضياء أروتاك مجلته الساخرة ( النسر) التي ضمّت كادراً قوياً من الكتاب والرسامين، بمختلف مشاربهم واتجاهاتهم، إذ تركوا فيها بصمات واضحة، أثرت على نحو أو آخر بمجريات المجتمع التركي وحياته.
وبعد الحرب العالمية الثانية، شهدت المرحلة الجديدة انتقالاً إلى نظام متعدد الأحزاب، وأصبح للنكتة دور ومسار نوعي جديد . فقد ساهم كل من الكاتب التركي الساخر عزيز نيسين، وصباح الدين علي برفقة رسام الكاريكاتور مصطفى أيكوزوز في إصدار أهم مجلة ساخرة عرفتها المرحلة، وكانت تحمل اسم ( ماركو باشا).
وقد حملت خمسينيات القرن الماضي تطوراً ملحوظاً في تقديم الكاريكاتور، إذ بدأت ملامح التعبير تظهر، وتغاير الطرح السائد في فن اعتمد سابقاً على التعليقات التي كانت تطوقه. واستطاع بعض الرسامين تشكيل الجماليات الجديدة والمعاصرة للكاريكاتور ، من خلال طرح المشكلات الهيكلية للمجتمع، وصولاً إلى العمق، بأبعاده كافة.
وجاء ذاك التحرك بإقامة المعارض الجماعية ، و نشر المقالات الكاريكاتورية والمواد الساخرة الناقدة اللاذعة ، والحلقات الدراسية، وإصدار المجلات الساخرة كـ : 41 Buçuk (41 ونصف) ، ومجلة (الدف أو الرق) ،و( Dolmus تاكسي)، وتاش Karikatur إلخ.
وظهرت أسماء فنية كاريكاتورية هامة في تاريخ تركيا الحديث، كالفنان الكبير تورهان سلجوق ، وتوبليك نهار، وعلي أرسوي أولفي، و أفلاطون نوري كوج ، وسلمى أميرأوغلو ، وسميح باكيغوغلو ، و بدري كورامان … وأسماء كثيرة استمرت في عطائها وتقديمها للمفاهيم الجديدة، حتى عام 1950، ثم جاء جيل آخر كأرجان أوكيول وتان أورال ونزيه دانيال وسلجوق ديميريل، لتعزيز مسيرة الرعيل الأول، وزينوا المرحلة الممتدة ما بين عامي 1960 و 1970 بألوان متعددة وأساليب متطورة، ساهمت في خلق أجيال أخرى، لا تزال تساهم وتشارك لرفع سوية فن الكاريكاتور التركي المتعاظم.
ومن هنا، أنشئت جمعية الرسامين الأتراك عام 1970، إذ ساهمت في تطوير جيل من الرسامين الشباب من خلال المسابقة الدولية للرسوم المتحركة ( نصر الدين هوجا الملقب عربياً بـ جحا)، إضافة إلى إصدار العديد من الكتالوكات والمعارض الجماعية.
إلى أن تجمّع رسامو الكاريكاتور في مجلة أسبوعية تدعى ( Girgir) ، تحت إدارة أوغوز آرال ، وساهمت المجلة في طرح العديد من المشاكل وانتقاد الكثير من الحالات، و سخرت من بعض الأشخاص والأحداث التي خلقتها الحضارة المشوهة على حد تعبيرهم. إلى أن جاء عام 1980 وانتفض بعض رسامي الكاريكاتور على بعض العادات والقيم المجتمعية برسوم تجمع ما بين الكلمة الساخرة والصورة المؤثرة و المعبرة.
أما اليوم، فقد نجح الكاريكاتور التركي نجاحاً كبيراً، واحتل مكاناً بارزاً في عالم الرسوم المتحركة ، بفضل النجاحات المتلاحقة على الصعيد الدولي، من خلال نشاطات الفنانين، وإقامة المسابقات الدولية للرسوم المتحركة كـ: نصر الدين هوجا، ومسابقة آيدن دوغان الشهيرة أيضاً، ومهرجان أنقرة الدولي، إضافة إلى العديد من المسابقات الدولية الأخرى التي لاتقل أهمية عن مثيلاتها.
…………………………………………………………………………………………..
*- موقع تركش كونسليت جنرال
ترجمة: رائد خليل..
جريدة البعث السـورية
Director| Raed Khalil
موقع الكاريكاتور السوري الدولي
رسام الكاريكاتور السوري رائد خليل
| جميع الحقوق محفوظة|