الكاريكاتير.. قصة غرسة شرقية أورقت في بلاد الغرب موقع الكاريكاتور السوري- رائد خليل

SYRIACARTOON-2014

152

 


الكاريكاتير.. قصة غرسة شرقية أورقت في بلاد الغرب…
موقع الكاريكاتور السوري- رائد خليل

قبل كتابة هذا المقال كنت أجهل أن جذور فن الكاريكاتير تعود إلى مصر، وأنه صنيعة الفراعنة بما امتلكوه من قدرات ترميزية عبروا بها عن سخطهم وانتقاداتهم لملوكهم وقادتهم، بل سخروا منهم في كثير من الأحيان، والمفارقة أن يولد هذا الفن الراقي في أرض ترزح اليوم تحت وجع الحروب وطغيان الفتن وبلاهة الاندفاع نحو الاقتتال لأسباب جلها يتعلق بحب السلطة، حتى بات الحال «المجد للسيف ليس المجد للقلم»..
كيف لإنسان هذه الأرض أن يبدع في خلق الفنون التي يعبر بها عن نفسه، ويمتلك القدرة على انتقاد ولاة أمره وإيصال رسائله إليهم بأرقى الأساليب، ثم يتركها تفلت من بين يديه ليتعهدها سواه، وأكثر من ذلك ينقلب عليها مولياً الأهمية للوحشية على ما تقتضيه الإنسانية من رقي وحضارة.
ما يزيد الطين بلة، أن يسجل التاريخ حادثة إعدام لفنان كاريكاتير في اليونان اسمه بوستن الذي تعرض حسب أرسطو للاضطهاد بسبب رسوماته التي كان يسخر بها من الناس والقادة حتى طالبوا بإعدامه، وهو أمر لم يذكر التاريخ أنه حدث مع الفنان الفرعوني الذي كان يستخدم الرموز والحيوانات للتعبير عن رأيه الحقيقي في أصحاب السلطة، ويظهر عيوب مجتمعه أملا في إصلاحها، وقد وجد علماء الآثار الكثير من الرقع التي رسم عليها المصريون حيوانات قصدوا بها الترميز إلى أساليب ينتقدونها في ملوكهم وقاداتهم، وإحدى المكتشفات رقعة رسم عليها فرس النهر يعتلي شجرة يحاول النسر الصعود نحوه على سلم، وهو ما فسره كثيرون بأنه سخرية من موقع الحاكم الذي يستقل مكانا لا يليق فيه جالسا ببلادة فرس نهر غير آبه بشعبه الذي يأخذ دور النسر الناسي لمكانه وحتى حقه في الطيران.
البداية شرقية إذا، لكنها وكما كثير من الغراس أورقت في غير بلاد الشرق كان الكاريكاتير، فنهضة هذا الفن في العصر الحديث كانت على يد الأوروبيين، بدءا من هولندا موطن الظهور الأول له حديثا إلى إنكلترا ثم فرنسا التي شهدت ولادة أول مجلة كاريكاتيرية على يد الفرنسي شارل فيليبون، ثم ألمانيا بلد جورج كابورت الكاريكاتيري الأشهر في القرن العشرين.

إلا أن اللافت أن ألمانيا تعتبر اليوم في ذيل الدول الأوروبية التي تولي فن الكاريكاتير اهتماما، وباعتراف الفنانين الغرب أنفسهم فإن الاهتمام الغربي بفن الكاريكاتير اليوم دون المستوى المطلوب، حيث يعتقد الفنان الألماني راينر هاخفيلد الحائز عدداً من الجوائز في فن الكاريكاتير أن أعمدة الرسم الكاريكاتير السياسي على صفحات الجرائد الغربية اليومية بدأت تدنو من الانقراض، وأن هذا الفن لم يحظ يوماً ما في ألمانيا تحديدا بالاهتمام الذي يستحقه. في كل من بلدان الأرض اكتسب الكاريكاتير سمة تعطيه أهمية أكبر، وتنوع وفق الثقافات التي احتضنته، ثم عاد إلى موطن ولادته ليحظى بمكانة رفيعة ويتوالى ظهور الفنانين العرب الذين كانوا قصروا في حقه بعد أن تركوا لغيرهم تطويره وهو وليد حضاراتهم، إلا أنهم أعادوا صياغته بروحهم وثقافتهم من جديد ليأسسوا فنا عربيا قائما على بنية ثقافية واجتماعية عربية، لكن ما حدث أن الفنان العربي فقد قدرته على التعبير الصريح، والانتقاد الجريء، وبالمقابل فقد الطرف المنتقد قدرته على تقبل النقد، والاعتبار للفن كأسلوب راق في التعبير عن الرأي بدل أساليب أخرى تنطوي على العنف أو التحالف مع الأعداء.
رائد خليل، أحد الأسماء القليلة اللامعة في فن الكاريكاتير في سورية يرى أن «علاقة رسام الكاريكاتير بالسلطات معقدة جداً، فهو يعبّر دائماً عن كرهه الشديد لحالة الاستبداد والقمع سراً وعلانية، لأن حالته النقدية، حالة إنسانية تخلو من الشوائب والتعقيدات، وهو يفضل القتال ضد الشر، فلا يهاجم لمجرد الهجوم، بل على العكس هدفه أسمى وأرقى، وهو القادر على أن يفهم ويمسك بالجوهر الراسخ، غير القابل للتغيير، بالطريقة التي يراها مناسبة، وبالتالي لا يكفي أن تتوافر عناصر نجاح اللعبة، ولكن يتعين معرفة كيفية اللعب».
لكن ذلك لا ينفي أن فنانين كثر أجادوا اللعب، وأخلصوا لفنهم بالدرجة الأولى، لكن العقلية السلطوية لم تتقبل فنهم ونقدهم، فحين يدور الحديث عن الكاريكاتير العربي فإن اسم ناجي العلي الأكثر حضورا بما نالته رسوماته التي شكلت سلسة مشحونة وموحية في الوقت ذاته من صدى في العالم كله، لكن العلي دفع حياته ثمنا لفنه، بعد رسم قيل إنه أساء لأصحاب السلطة، ليصبح أيقونة فن الكاريكاتير العربي ويحظى باحترام كبير من العالم أجمع، حتى وصفه الاتحاد العالمي لناشري الصحف بأنه «واحد من أعظم رسامي الكاريكاتير منذ نهاية القرن الثامن عشر».
أمام هذا الواقع لم يبق للفنان العربي من سبيل للنهوض بفنه سوى التحايل على مقص الرقيب، وربما الاستكانة في بعض الأحيان إلى أفكار لا تشاغب ولا تثير حفيظة من بيدهم أمره، مبتعدا عن محاولات إحياء الفكر الديمقراطي الذي قام عليه فن الكاريكاتير، لكن الفنان خليل يعتقد أنه «عوضاً من التحايل يمكن تمرير فكرة ما دون المساس بثالوث مرسوم ومطبوع بذاكرة الناس، هذا من جانب، أما من جانب آخر، فالوقوف على عتبة المدى هو الأجدى، وعدم الغوص في تهييج مجتمعات هي بالأساس مسربلة بالعاطفة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من دلالات».
ويشير خليل إلى أن «كل فنان لديه من الموانع الذاتية ما يكفيه، ولا تتأتى من فراغ، بل هي قول موروث ومتوالد، الخطوط الحمراء أم الصفراء أم الخضراء، كلها خطوط.. ولكن، أقول: كَثُرَ التبرير وقلّت الحيلة».

ما يشير إليه خليل، يتجلى في سلوكيات للمبدعين فرضتها ظروف الأزمة في سورية اليوم، فحين تشرع بإنجاز تحقيق عن موضوع ثقافي حال فن الكاريكاتير، وفي ذهنك هدف الإحاطة بتفاصيله وتعريف الناس بهمومه ومشكلاته، وتقديم صورة واضحة عنه، ويعتذر عدد من أرباب هذا الفن عن الإدلاء بأي معلومة، رادين ذلك إلى ظروف المرحلة، تدرك حجم المشكلة، فالموضوعات الثقافية لا يجوز حبسها في إطار الممنوع والقلق والخوف، ومن المهم أن يبقى المبدع قادرا على قول كلمته وإبداء رأيه، والكاريكاتير كونه أول الفنون ذات العلاقة الوطيدة بالسياسة ينبغي أن يظل قادراً على التحليق والتمسك بوظيفته الأساسية في الانتقاد والتدليل على الخطأ بجرأة، وخاصة أن الواقع بكل تفاصيله يستجدي رسام الكاريكاتير –حاله حال أي مبدع- لمحاكاته.
ويعبر رائد خليل عن هذا بالقول.. الكاريكاتير فن يجمع الحياة في وعاء النقد الساخر.. يسلط الضوء على منابع الداء والدواء.. ولا تخلو يد الفنان من مبضع جراحي إن لزم الأمر، وكل ما يراه يحوله إلى مادة دسمة للنقاش والحوار، وكثيرة هي الأمثلة التي أثار فيها هذا الفن زوابع، عودوا إلى التاريخ قليلاً، وستقرؤون فلسفته الخاصة، في خلق علاقة بين المتلقي والأثر الجمالي».
كلما امتلك الفنان جرأة وحذاقة، شاغب بحرفية تجعل عمله ذا بصمة في التغيير المنشود، إذاً لا يقبل من أصحاب الفكر الخلاق والمبدع التنحي جانباً، والوقوف موقف المتفرج المنتظر، وما حال الفن المتردي اليوم إلا نتيجة التبلد الذي أصابه حيال مشكلات مجتمعه، فهو إما النائي بنفسه جانباً عنها، أو المنساق وفق ما يرسم له من خطوط ومنحنيات، الإبداع يتطلب القفز على الحواجز المصطنعة، وخلق اللوحة الخاصة بمبدعها، ولفن الكاريكاتير هذه الخاصية.


وحسب خليل، فإن «ذريعة الكسول دائماً هي مسح السبورة، ولأن الممحاة المبتكرة كانت هي الحَكَم.. فقد تناسى البعض أيضاً جوهر الفن القائم على مسألتَيْ التعبير والومضة (اللمعة) الساخرة، فظلت الصور تراوح مكانها، لا بل أضيف عنصر النكتة الدارجة إلى الكاريكاتور، وبدأت التعليقات تلوك المفهوم دون عناء أو تنقيب، فأصبح المسكوت عنه أكثر تعتيماً، والنتيجة.. بلا مردود».
يحدو الأمل كل فنان كاريكاتير، وكل مبدع، بأن يأتي اليوم الذي يكون قادراً فيه على إطلاق العنان لجناحي إبداعه، وهو أمر لا يتحقق تحت وطأة الخطوط الحمراء والخضراء وأيا كان لونها، فالإبداع يتطلب الاعتراف به، تقديره، دعمه، وقبل كل شيء منحه كامل الحرية ليملأ بشغبه فضاء العالم.

بثينة البلخي/ جريدة الوطن السورية

Director  | Raed Khalil
SYRIACARTOON WEBSITE

www.raedcartoon.com
موقع الكارتون الســـوري
مدير الموقع: رائد خليـــل
جميع الحقوق محفوظة

 

 

Calls of “Palestine is not alone” Cartoon, Caricature & Poster International Contest-2020 Deadline: Dec. 5, 2020

Days


  • 6
    6

     


  • 7
    7

     


  • 3
    3

     


  • 4
    4

     

Hours  


  • 9
    9

     


  • 0
    0

     


  • 5
    5

     


  • 6
    6

     

Minutes  


  • 4
    4

     


  • 5
    5

     


  • 2
    2

     


  • 1
    1

     

Theme:Palestine is not alone

Theme:  “Palestine is not alone”

Categories:

Theme for Cartoon and Poster Section:

“Palestine is not alone”

Description:

Insulting the prophets of more than 4 billion people who believe in the divine religions by a very small group is nothing but spreading hatred, can this hatred be considered as an example of freedom of expression?

During World War II, it was clear who is the responsible for war. Why was the land of the same perpetrators of the war not given to the Zionist regime and Palestine was occupied?

The normalization of relations with the Zionist regime by the compromising countries does not mean that Palestine is alone, rather the resistance front all over the world is on the side of Palestine.

Caricature Section:

The compromisers

 Rules:

-Each participant can submit up to 5 works in each category.

-Works must not be awarded at other festivals.

-Cartoon and Caricature must be emailed in png or jpg format, 300 dpi resolution and 2000 pixel width or length.

-Poster must be emailed in Tif format, 300 dpi resolution and 50X70 centimeters

– A Word file containing full name, postal address, email address, phone number, photo and CV is kindly needed.

-A PDF copy of the Catalog will be sent to all the Artists.

-Only the Finalists will receive A volume of the Catalog.

Email address for sending artworks: info@irancartoon.ir

Prizes:

Cartoon Section:

 First Prize: 2000 € with Trophy and Honorable Mention

Second Prize: 1500 € with Trophy and Honorable Mention

Third Prize: 1000 € with Trophy and Honorable Mention

Caricature Section:

 First Prize: 2000 € with Trophy and Honorable Mention

Second Prize: 1500 € with Trophy and Honorable Mention

Third Prize: 1000 € with Trophy and Honorable Mention

Poster Section:

 First Prize: 2000 € with Trophy and Honorable Mention

Second Prize: 1500 € with Trophy and Honorable Mention

Third Prize: 1000 € with Trophy and Honorable Mention

 Deadline:

December 05, 2020

Closing Ceremony and Award Ceremony:

We will announce as soon as possible

Site: www.irancartoon.com

More..
Latest news