مقابلة مع فنان الكارتون مسعود شجاعي طباطبائي

مقابلة مع فنان الكارتون مسعود شجاعي طباطبائي

أجراها فنان الكارتون بنيامين هايني

كيف أصبحت رسام كارتون محترف؟
مسعود: منذ 24 سنة عندما كنت في سن الـ 18 اندلعت الحرب بين إيران و العراق. في هذه الفترة ابتدأت أول أعمالي كرسام كارتون وذلك بالرسم على الجدران ، حيث رسمت حول موضوع الحرب تحديداً على 22 حائطاً كبيراً ( من 3 إلى 4 أمتار)، بعدها ابتدأت بإشهار أعمالي في الصحف والمجلات و المواقع الإلكترونية،وأعمل الآن مسؤولاً عن دار الكارتون الإيرانية و موقع إيران كارتون، ورئيس تحرير شهرية ” كيهان كاريكاتور” وهما متخصصتان في فن الكرتون.

ما هي العناصر التي تلهمك في الخطاب السياسي؟
مسعود: الأحداث المفجعة والمزعجة غالبا ما تلهمني، أجد أيضاً في ما هو غريب وربما غير محترم مادة للرسم.

هل تعتقدون بأنه يجب أن تكون هناك حدود للحرية ؟ إن كانت إجابتك بنعم، ما هي الخطوط الحمراء بالنسبة لك؟
مسعود: بالنسبة لي، كل ما يخص الدين والمقدسات يجب أن يحترم. إيران كرتون منذ انطلاقتها سنة 2000. ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم تعرض أي رسم كرتوني يسيء لأي نبي أو شخصية دينية.

بالنسبة لك، هل هناك حرية واحدة للتعبير أم هناك اعتبار للاختلاف الثقافي من بلد آخر)?
مسعود: في ثقافتنا، وتبعاً للمعيار الأخلاقي، الجنس غير مرحب به كموضوع في الرسوم،وعليه اعتقد انه من غير المناسب قياس ثقافتنا بغيرها دون الأخذ بعين الاعتبار بعض الخصوصيات التي هي موجودة أساساً في ثقافتنا، وكل ماله علاقة بالجنس غير مرغوب به. الخلاصة تقول إنّ ثقافتنا مختلفة عن باقي ثقافات البلدان الأخرى.

ما هو رأيك حول مسابقة الكارتون التي نظمتها جريدة “همشهري” الايرانية، تحت عنوان “الهولوكست”، رداً على كاريكاتور “النبي محمد” الذي نشر في الكثير من الصحف الأوربية؟
مسعود : عندما نشرت الرسوم الكاريكاتورية التي تطال شخص النبي محمد (ص) في الصحف الأوربية، سارع الغربيون للإعلان أنه لا حدود لحرية التعبير! لكن عندما قمنا بتنظيم مسابقة الكرتون حول الهولوكست، لم تعد “حرية التعبير ” التي ينادون بها هي نفسها، فالرسوم الكرتونية التي مثلت الهولوكست منع نشرها في الغرب. أردنا فقط أن نكتشف إن كان نظام هتلر هو مسبب المحرقة اليهودية، فلماذا يدفع الفلسطينيون ثمنها؟ أردنا أن نعلم لماذا فلسطين محتلة؟كما وأننا قلقون بشأن المحارق المتجددة في فلسطين والعراق وأفغانستان من قبل الأميركيين والإسرائيليين.

هل هناك أي من رسومك قد تعرضت للرقابة؟ إن كان الأمر كذلك، ما هي الظروف؟
مسعود: لم تتعرض أي من رسومي إلى الرقابة ، لأنني اعمل في حقل الكرتون الفكاهي.

هل تعتمد الرقابة الذاتية؟ وماهي المواضيع الأصعب في التقديم؟
مسعود: نعم، لأنني أؤمن بديانة وعندي مبادئ فكرية.وكما ذكرت، لم أسئ يوماً في أي من رسومي لأي رسول أو لأي ديانة سماوية. كما لم أرسم أبداً أي أعمال غير محترمة أو جنسية. بالطبع ، هذا لايسمى بالرقابة الذاتية،لكن هي معتقدات شخصية.

هل تعتقد بأن الرسم قوة سياسية تستطيع خلاله تغيير تصرفات الناس؟
مسعود: نعم ، بالطبع ، الرسم السياسي قوة تستطيع استفزاز الناس وتغييرهم.

هل تعتقد أن رسام الكرتون فنان أم صحفي أم الاثنين معا؟
مسعود: أظن بأنه الاثنين معاً. في إيران ليس لدينا الكثير من الجرائد لهذا فإن رسامي الكارتون يشاركون في مهرجانات الكرتون العالمية تحت اسم ” فنان”.

برأيك، هدف (الكرتون) الإضحاك أم الحث على التفكير؟
مسعود: أحاول الحث على التفكير. لكن الضحك أيضا يبقى ضرورياً.

برأيك ماهي الوضعية أو الشخصية التي تراها صعبة في الرسم؟
مسعود: الشيء الأصعب بالرسم، هي حرية التعبير نفسها، لأنها مبدأ ينظر إليه بطرق مختلفة من كل أنحاء العالم، مثلا إذا رسمت أي شيء بخصوص الهولوكست بفرنسا قد تكون معرضاً للسجن و لدفع غرامة كبيرة……. لماذا؟

بروفيل
مسعود شجاعي طباطبائي
ولد في طهران 1964
تخرج من كلية الفنون الجميلة – جامعة طهران
رئيس تحرير جريدة “كاريكاتور كيهان” ومدير موقع “بيت الكرتون” “إيران كرتون” www.irancartoon.com

عضو في هيئة تحكيم مسابقة “ناصر الدين هودجا” للكارتون – تركيا 1999
عضو في هيئة تحكيم مسابقة سان انطونيو للكارتون- كوبا 2001
أمين عام مسابقة إيران للكارتون 2001
عضو في هيئة تحكيم مسابقة بكين للكارتون – الصين 2004
عضو في هيئة تحكيم مسابقة طهران للكارتون 2004
نال العديد من الجوائز:
الجائزة الثانية في المعرض العالمي للكرتون “ابرار” – إيران 1993
الجائزة الثانية في المعرض العالمي للكرتون – ليتوانيا 1993
جائزة النجاح في مسابقة آيدن دوغان الدولية – تركيا 1997
الجائزة الأولى لمهرجان الصحافة في الكرتون – إيران 1995
الجائزة الأولى لتصميم غلاف لمجلة – إيران 1996
جائزة شرفية من مهرجان الكرتون الالكتروني – موقع فانوفاني الايطالي 2001
الجائزة الأولى في مسابقة “المسرح” المنظمة من قبل موقع الكاريكاتير السوري – 2006

بنيامين هايني

ولد في أبيدجان، ساحل العاج، 12 حزيران 1983، درس الصحافة والاتصالات والفنون.. يقيم في بلجيكا ويرسم الكاريكاتور السياسي اليومي والبورتريه. موقعه على الشبكة: www.benheine.com

تنبيه: الحوار مرسل من قبل الفنان نزار عثمان
الذي ترجمه من موقع الكاريكاتور الإيراني وقمنا بتحرير بعض الفقرات لضرورات النشر.

22/1/2007