مسعود شجاعي طباطبائي وحسين نيرومند: لغة الحوار هي الأقوى

218

مسعود شجاعي طباطبائي وحسين نيرومند: لغة الحوار هي الأقوى

للكاريكاتور دور فعّال في عرض الحقائق وملامسة الوقائع وإظهار التناقضات، والإفصاح عما يدور خلف الستائر، وإيضاح الحقيقة حلوة كانت أم مرّة، ومتابعة حثيثة لأدق التفاصيل وتناولها بعمق وأسلوب لاذع لا يخلو من السخرية، لتحقيق مهمته في الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة. وعند الحديث عن الكاريكاتور العالمي لا بدّ وأن نقف مطولاً عند الكاريكاتور الإيراني. فالحديث عنه يحتاج إلى مساحات كبيرة وصفحات من الإعجاب والتأثير والبوح الصادق.
مدارس متنوعة مفتوحة على عالم يختصر المسافات من خلال إيحاءات فلسفية لفنانين وحدّتهم القضايا الإنسانية والفكرية المتوغلة في عمق التاريخ.
ولقراءة المشهد الكاريكاتوري الإيراني، لابدّ من الوقوف عند حالات عدة من التأمل والتعرف والفهم حسب بعض المعايير الفلسفية الفنية، والتي أوجدت ـ أي الحالات ـ قاعدة كبيرة من المهتمين والمتابعين، وعشق وانحياز لفن تتمازج فيه روح الحرفة، وموهبة تعبُر تضاريس العمل دون كلل.
أساليب متعددة، وخيارات الطرح مبنية على أسس منهجية أكاديمية، ومن يقرأ الكاريكاتور الإيراني، تأخذه الحاجة إلى التفاعل بأشكاله كافة، من لون وتقنية وفكرة ومفردات متناسلة من عمق التاريخ، تخاطب العقل البشري من دون مزركشات ولا مساحيق.
التشاركية والتفاعل سمتان لابدّ وأن نلحظها في قراءة العمل الكاريكاتوري الإيراني .
وللاستفاضة أكثر والدخول في سراديب النص الكاريكاتوري، كانت لنا وقفة مع شخصيتين فنيتين هامتين على مستوى الساحة الإيرانية والعالمية، وحققتا نقلة نوعية هامة في تسويق كاريكاتور بلدهم إلى العالم، وهذا ما يؤكد أهمية الفن في نقل رسالة الإنسانية والتآخي ودعم السلام.

حول واقع الكاريكاتور العربي، وجهنا بعض الأسئلة لفنان الكاريكاتور الإيراني مسعود شجاعي طباطبائي مدير بيت الكارتون، ورئيس تحرير صحيفتي كيهان كاريكاتور وإيران وكارتون ومدير موقع إيران كارتون الالكتروني. يقول طباطبائي: إني متفائل بمستقبل الكاريكاتور العربي، وأرى بعض الأسماء الهامة التي برزت على الساحة العربية، ورغم قلة تلك الأسماء إلا أنه لابدّ من توسيع رقعة فن الكاريكاتور العربي وترويج ثقافته من خلال منهجية عمل حقيقية كتأسيس مراكز للتعليم بهدف مواكبة التطور العالمي لهذا الفن المتجدد دائماً.
وأضاف الفنان “مسعود” أن آلية العمل في بيت الكارتون الإيراني تكمن في إقامة المعارض المحلية والدولية واستقطاب الأسماء الهامة لجعله منارة حقيقية لكل الفنانين الإيرانيين، إضافة إلى إقامة دورات على مدى عامين للفئات العمرية كافة، ومنح المتعلمين شهادات تخرج، وتعدّ تلك إستراتيجية هامة في الوصول إلى العالمية، فلا يخلو مهرجان دولي من فوز إيراني بجائزة أو أكثر.

*- وبالنسبة لإقامة مسابقات حول الهولوكست والاحتلال وفلسطين ومعارض خاصة عن العراق، هل تعنيكم القضايا العربية، أم ثمة حسابات أخرى..؟
— إنّ لكل بلد طموحات خاصة، وإيران تدافع عن الحق، وتسعى دائماً لنصرة المظلومين لأنها في الدائرة نفسها.

أما الجانب الآخر في الموضوع وبما يتعلق بتسليط الضوء على المعاناة العربية في فلسطين وبعض الأجزاء الأخرى، فهذه عقيدة تبنتها إيران، وسنبقى ندافع طالما نتعرض لحملات سياسية تقودها الولايات المتحدة والصهيونية العالمية. وأقول لك إنّ الهجمة ليست سياسية فقط، بل هناك بعض المواقع الكاريكاتورية الأمريكية التي تحاول النيل أيضاً من خلال تشويه صورتنا في العالم. و المسألة لم تعد مجرد هجوم إعلامي أيضاً، بل الأمر يتعلق بالوجود. والتأثير يأتي من خلال المعارض الهامة المقامة بفضل التعاون بين الجهات الثقافية كافة، معارض ذات مضامين قوية مؤثرة، وهذا ما حصل في المعرض الذي أقمناه حول المحرقة النازية لليهود (الهولوكست). فقد تلقينا بعض عروض لشراء الأعمال منها صحيفة (ELEMONDO) الإسبانية، وعرض آخر من مجلة فرنسية، فكان الرد سريعاً وواضحاً ورسالتنا كانت إذا أردتم شراء الأعمال فليس من حقنا، بل من حق الشعب الفلسطيني.

أما الفنان محمد حسين نيرومند، وهو عضو لجنة تحكيم في أكثر من مهرجان دولي، فقد أكد غياب الكاريكاتور العربي بسبب تقوقعه، ولم يلمس أي تطور يذكر في الكاريكاتور العربي، إضافة إلى حالة الضعف التي تغلّف الفكرة وتحديداً عن طرح القضايا السياسية. ورغم كل الأحداث التي تعدّ ذخيرة حقيقية للفنان وتجعله أكثر عمقاً من خلال الاحتكاك المباشر وملامسة الواقع، إلا أنّ المواطن العربي يحتاج إلى مشاركة فعالة أكثر في القضايا الجوهرية التي تمسّه، وربما هذه مشكلة في عدم المصالحة بين رسام الكاريكاتور وذخيرته من الناس. واقترح ” نيرومند” لإصلاح الأمر بإقامة مراكز تعليمية غايتها التأثر والتأثير بالوضع العام، واستغرب لماذا يتمتع الأدب العربي بسمعة قوية وشهرة عظيمة بينما الكاريكاتور الذي يعدّ الأقرب إلى تطلعات الناس وهمومهم يعيش على الهامش.

وعن واقع الكاريكاتور السوري، قال: إن أكثر من لفت نظره خلال السنوات الماضية هو الفنان علي فرزات وعدّه بوابة حقيقية للكاريكاتور السوري إلى العالم.كما أكد أهمية موقع الكاريكاتور السوري في التواصل وطرح كل ما هو مفيد وجديد.

وتمنى ” نيرومند” مواصلة اللقاءات وتعزيز أواصر الصداقة مع رسامي الكاريكاتور السوريين والعرب . وهذا ما تمناه أيضاً الفنان ” مسعود شجاعي” بتوسيع اللقاءات والتواصل أكثر. ووجه في نهاية الحوار تحية إلى السيد الرئيس بشار الأسد وإلى الشعب السوري الصامد في وجه الغطرسة الأمريكية.

أخيراً إن الحديث عن الكاريكاتور الإيراني كما ذكرنا سابقاً يطول، وما لمسته، هو توحد المشاعر والارتقاء بهذا الفن العالمي.
الحديث عن الكاريكاتور هموم وشجون، ومواصلة السير في طريق المتاعب أمر لا بدّ منه.

رائد خليل
جريدة البعث- العدد 12971- تاريخ 18-9-2006

19/9/2006


Director| Raed Khalil
موقع الكاريكاتور السوري الدولي
رسام الكاريكاتور السوري رائد خليل
| جميع الحقوق محفوظة|

 

 

More..
Latest news