الفنان المغربي عبد الله درقاوي: أنا طفل في العاشرة من العمر

147

الفنان المغربي عبد الله درقاوي: أنا طفل في العاشرة من العمر


شخصية بسيطة، متواضعة وخجولة، لكنها تخفي وراءها حالة إبداعية متميزة، تضاهي جيل الثمانينيات والتسعينيات بتجربتها الفنية العميقة المهووسة بتجسيد هموم أمتها في قالب ساخر ثائر، فاستطاعت بذلك أن تنقش اسمها (أي الشخصية) إلى جانب أسماء لامعة بعطاءاتها الفنية التي أغنت الساحة الفنية المغربية عامة والفن الكاريكاتوري المشاكس على وجه الخصوص. إنه الفنان المغربي “عبد الله درقاوي” الذي يسحرك بفنه الصادق، وقلمه المتألق الذي يتميز يوماً عن يوم ببصمته المميزة وسط زحمة الأقلام الكاريكاتورية المغربية اللامعة.

تأسرك رسوم درقاوي التي تتميز بالدقة والتفاصيل الجريئة المشاغبة و العمق في التعبير- لا تستطيع أن تمنع مخيلتك في أن ترسم له صورة ذلك الفنان الذي تجاوزعمره الستين عاماً أو أكثر… هكذا صورناه نحن، لكن يا ترى كيف صور الفنان عبد الله درقاوي نفسه؟

– ما رأيك في مقولة: أعطني حرية أعطك كاريكاتوراً ؟
— مساحة الحرية تختلف في “ضيقها” من دولة عربية إلى أخرى، برغم ذلك استطاعت أسماء عربية أن تفرض أعمالها عالمياً. فرغم ضيق مساحة “حرية التعبير” فقد لعبوا بمهارة. وصراحة مع انتشار الصحافة الالكترونية أصبحنا نرى أعمالاً كان من شبه المستحيل أن نطلع عليها مع ضيق صدر الرقيب، وربما أن العالم صار قرية صغيرة أصبح بالإمكان أن نطلع كل صباح على الرسم اليومي لأي رسام كاريكاتور في أي بقعة من العالم.

ورغم بعض الانفراج في حرية التعبير تراجعت إبداعات الجيل الحالي من رسامي الكاريكاتور من ناحية ” الفكرة” مقارنة مع جيل الرواد الذين كانوا مدرسة لنا جميعاً.

– هل المصادفة تفرض عليك الفكرة أم ماذا؟
— الفكرة التي تأتي “مصادفة” تكون أجود بآلاف المرات من الفكرة التي نصل إليها بتكلف شديد.

– ما رأيك في المشهد السياسي في الوطن العربي؟ وخاصة المشهد العراقي؟
— لقد أصبح رسام الكاريكاتور عاجزاً عن ملاحقة الأحداث المأساوية والسوريالية التي يشهدها عالمنا العربي فما دام الكاريكاتور أساسه الدهشة والمفاجأة غير المتوقعة التي تدغدغ أحاسيس المتلقي ومشاعره بملامسة واقعه السياسي والاجتماعي أصبحت – للأسف- تصدمه على صفحات الجرائد الصباحية أخبار العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة، والرؤوس المقطوعة والدماء المختلطة بروائح الرصاص في العراق، مما غطى على ألوان وحبر رسامي الكاريكاتور في عالمنا العربي.

– كيف ترى مسألة الصراع العربي الإسرائيلي؟
— للأسف الشديد، شعب يعيش على دم شعب آخر مستغلاً أرضه وسماءه وبحره وتاريخه وتراثه ويأبى هذا الشعب الفلسطيني العنيد المقاوم إلا أن يتصدى لهذا الظلم والعدوان الذي طال أجيالاً من إخوتنا في فلسطين منهم من تغرب داخل وطنه ومنهم من تغرب خارجه ومنهم من استشهد فداء لوطنه.

– بعيدا عن عالم السياسة دعنا ننتقل من سؤال ” الدرقاوي” فنان الكاريكاتور إلى سؤال ” الدرقاوي” الإنسان.من كان له الفضل في نجاحاتك؟ لعلّ
– -الإحساس الساخر بالأشياء الذي لازمني منذ الطفولة جعلني أجد في فن الكاريكاتور وسيلة لاحتواء أفكاري والتعبير عن مواقفي بشكل ساخر إضافة إلى تفجير طاقاتي في رسم قصص الأطفال المصورة، ومنذ سن مبكرة كنت أتابع الرسوم الكاريكاتورية التي كانت تنشر على صفحات الجرائد المغربية كالفنان المغربي الكبير العربي الصبان والفنان المرحوم حمودة والفيلالي والبوهالي وقد شكلوا لي مدارس وأساليب مختلفة استفدت كثيرا من خلال تقليدها كمرحلة أولى نحو تكوين ” الشخصية” المستقلة.

– لو لم تركب موجة الكاريكاتير وتبحر في هذا العالم الواسع، ماذا كان الخيارالمفضل للدرقاوي ؟
– -رسام قصص مصورة بمجلات الأطفال فأنا طفل في العاشرة من عمري.
– لقد كنت أحد الأصوات التي نادت بضرورة تأسيس جمعية تضم جميع الكاريكاتوريين في المغرب فإلى أين وصلتم؟ الحمد لله لقد اتفق رسامو الكاريكاتور المغاربة وتعاهدوا ووقعوا بالإجماع على ألا يتفقوا.

أخيراً ورغم سوداوية الواقع ومرارته لا يزال درقاوي المغرب يبحر على متن سفينة الحرية ، رافعاً راية الناس الذين يعانون الويلات في زمن يسير بالمقلوب..

رهام الهور- المغرب
خاص بموقع الكاريكاتور السوري

1/7/2006


Director| Raed Khalil
موقع الكاريكاتور السوري الدولي
رسام الكاريكاتور السوري رائد خليل
| جميع الحقوق محفوظة|

 

More..
Latest news