رائد خليل بقلم الدكتور حسن حميد

245


رائد خليل.. بقلم الدكتور حسن حميد


أعرف، أن عالم الثقافة والفنون والأدب هو عالم التعبير، والجمال، والأفكار، والرؤى، وهو النهر الذي تضاففه ضفتان: الواقع والخيال، وضفتا المحبة واللامحبة! وأنا لا أقصد بـ “اللامحبة” الكراهية، بل أقصد اللامبالاة، وعدم التواصل، ولعل أهم شكوى تجهر بها الحياة الثقافية تتجلى بعدم التواصل، وعدم التلاقي، والبعد عن الآخر، مع أن التواصل ما بين أهل الفنون هو تواصل خلّاق، وجميل لأن كل فن منها يضيء الفن الآخر، فيعطيه ويأخذ منه ويغنيه! ولا أريد التذكير بصداقات عظيمة نشأت ما بين الأدباء والفنانين وأهل التعبير، لأنها غدت معروفة ومدركة بأبعادها وتأثيراتها، بل إن هذه الصداقات اجتازت حدود الفنون والثقافة، فامتدت إلى حقول أخرى مثل السياسة، كصداقة همنغواي وكاسترو، وصداقة غوركي ولينين، وصداقة سارتر وديغول معروفة للجميع!.
ما يهمني هنا هو العلاقات ما بين أهل التعبير، والتوكيد على أهميتها، والعمل بمقتضياتها، لما في هذه العلاقات من تفعيل لروح الإبداع، وغنى جمالي ساحر، وتعددية للرؤى وإيقاد لعالم اسمه عالم الخيال!.


قلت كل هذا، لكي أتجاسر، فأتحدث عن رسام الكاريكاتير المعروف رائد خليل الذي غدا ظاهرة فنية بحق، ظاهرة فيها معان كثيرة، في طالعها: العمل، والفاعلية، والنشاط، والاستحواذ على الصداقات المهمة، والحضور الجمالي من أجل فن سام هو (كيفما تجلى) مرآة وطنية.
رائد خليل، فنان ممسوس بعشق اسمه (المضايفة)، فهو يضايف لموهبته عناصر جديدة لتشع أكثر، ويضايف لخياله ما يجعله مدهشاً، ويضايف لصداقاته ما يجعلها جهة غنى لارتباط بأمرين اثنين هما: الفن السوري، والفن الإنساني! وأقولها صراحة: إن هذه السمة هي سمة الفنانين أصحاب القلق الفني، ومنهم رائد خليل، الذين جعلوا كل قمة يصلون إليها عتبةً أو درجةً جديدةً لسلم جديد، وعوالم جديدة للكشف عن مكنونات الذات المبدعة، وعن أسرار التعلق المشيمي بالوطن والوطنية!.
أنا من المتابعين لتجربة رائد خليل الفنية منذ أمد بعيد، وهي تجربة سارّة حقاً، وبمقدور المرء، حين يتحدث عنها، أن يتباهى بها، فهي تجربة للمباهاة، لقدرتها على جلو أمرين اثنين، الأول: حرائق الذات، والثاني: القلق الجمالي الذي لا يستوي على سرج أو مقعد، فـ “رائد” كائن يشبه الطيور بحذره الفني واختياراته، وتجربته أشبه بالطاقة التي خُلقت من أجل التوليد فحسب، إنه ظاهرة إبداعية لافتة للانتباه لكثرة أضوائها، وجمالها، وحضورها، وهي ظاهرة لا تعرف التلبث أو الطي لأنها دورة حياة، دورة جمال!.


.

Director| Raed Khalil
موقع رسام الكاريكاتور السوري رائد خليل | جميع الحقوق محفوظة

 

 

 


More..
Latest news