مقابلة مع فنان الكاريكاتور نزار عثمان

229

                                                                                     
متاعب الكاريكاتور وموقعه

 مقابلة مع فنان الكاريكاتور نزار عثمان

*- انه فن المبالغة، قولا ورسما وفكرة، المبالغة حتى الفجور، والناجح هو الرسم المعبر القليل الكلام على طريقة “ما قل ودل”. استخدم فن الكاريكاتور هربا من الرقابة والملاحقة في الانظمة البوليسية والتعسفية، كما استخدم في الانظمة الليبرالية (الى حد ما) وسيلة لانتزاع بسمة الصباح، هكذا بات فن الكاريكاتور جزءا من الصحيفة، لا بل تحول الى “مانشيت” الصفحة الاخيرة في معظم الصحف اليومية، تعود القارئ على الابتسام عند الصباح، كما تعود الفنان الرسام صاحب الكاريكاتور على تحمل الشتائم الصباحية. ويفيد أحد رسامي الكاريكاتور الاميركيين، الذي اشتهر برسم الرئيس الاميركي الاسبق نيكسون، انه كان يتلقى يوميا الشتائم من زوجة الرئيس نيكسون، التي كانت تصر على اعتبار زوجها الرئيس جميلا، فيأتي الرسم الكاريكاتوري ليزيده تشويها وفي اشكال منوعة ومختلفة… ماذا بعد؟

رسام الكاريكاتور نزار عثمان، يقول لـ”البناء” انه يعاني الكفاية من المتاعب، لكنه، وبسبب عناده يصر على تقديم ما يراه لافتا في عالم السياسة ومشتقاتها من شخصيات وأفكار. هو يرفض تفاهة “اللا-لون” ويصر على الالتزام واختيار الخط المقاوم الملتزم.

خريج المدرسة التي تحمل لون متاعب الناس، يطرح يوميا رسما مميزا، ينتزع الابتسامة وراحة النفس من المعنيين بموضوع الدفاع عن قضاياهم، كما ينتزع الشتيمة من أصحاب “مص دماء” المتعبين على ارضنا. ينتزع التأييد من الذين سلبت أرضهم ويطالبون بتحريرها، كما ينتزع – بالتأكيد – غضب المحتلين. في حديث مع “البناء حول فن الكاريكاتور يبين عثمان أهم ما في خصائص هذا الفن المميز.

الفنان نزار عثمان/ أرشيف موقع الكاريكاتير السوري

فن التضخيم والمبالغة

•    ما هو فن الكاريكاتور؟
– الكاريكاتور مصطلح يطلق على التشكيل الذي يعكس مضمونا ناقدا وساخرا، ويشترط فيه المبالغة بالشخص او الواقعة، وهو مأخوذ من الكلمة الايطالية Caricatura المشتقة من الجذر Caricare وتعني المبالغة. يجد بعض الباحثين ان ولادة الكاريكاتور كانت مع الانسان القديم يوم رسم طريدته على جدران الكهوف، ويرى البعض الاخر في الرسوم على جدران الثكنات العسكرية الرومانية في بومباي التي حفظها رماد بركان “فيزوف” المنفجر امتدادا لهذا الفن، وهناك من يمد صلته الى مصر الفرعونية، وغير ذلك الكثير.
في هذا الاطار يمكن القول ان الكاريكاتور المتعارف عليه ولد في القرن السابع عشر مع آلة الطباعة مطلقا ثورة فنية معرفية عارمة. وبالواقع هناك محددات وأسس جوهرية عدة تشكلت كخصائص مؤثرة وفاعلة في فن الكاريكاتور، وهذه المحددات اذ يتبلور بعضها كعوامل ذاتية ينفرد بها الكاريكاتور، تطرح عوامل أخرى كعناوين مشتركة بين الكاريكاتور وغيره من صنوف الابداع.

“الصورة والموضوع”
وان رغب المرء في مقاربة هذه المحددات ببعض تقسيماتها دون حصرها او التوقف عندها، لظهر أمامه على نحو مبدأي مفهوم “الصورة” مع ما يستحضره بمعناه الاولي، وفي التقنية المتبعة بالتنفيذ من ثقل الجذب والتوظيف والوساطة. ثم “الموضوع” الذي يعكس الرؤية الخاصة للفنان، وما يود تناوله. وغالبا ما يكون الموضوع مستلهما من الراهن، او نوع من المزج للواقع بالخيال، او ما يمكن ان نطلق عليه “الروح الكاريكاتورية” التي تشكل الركن الاساس في بناء الموضوع وقيام اللوحة. ويفترض ان يتوافر فيها المعالجة والمشهدية العامة وشروط التشويه والمبالغة والسخرية، او الربط المتناغم بين المتناقضات وغير ذلك من أمور تضفي على اللوحة طابع الكاريكاتور. هذا وتبرز عوامل موضوعية ثانية لعبت دورا بارزا في تطور هذا الفن وازدهاره، على سبيل القضايا التي تطرح، او على مستوى الانتشار، ومنها التماس اليومي والمباشر مع المتلقي الذي وفره الحقل الاساس لفن الكاريكاتور في الصحف، والحركية الدائمة الناتجة عن متابعته للاحداث، والتقنيات الحرة التي خولته استيعاب التيارات والمدارس الفنية الاخرى، مع القدرة على الربط غير المباشر بالتنفيذ ما بين هذه التيارات بتجلياتها وابعادها النخبوية والانسان العادي… الى ما هنالك من امور اخرى لا يتسع المجال لذكرها…

مدارس الكاريكاتور
•    هل من خصائص تميّز الرسم الكاريكاتوري الذي كان سائدا في العالم الإشتراكي عن الرسوم في العالم الرأسمالي؟
–     المدرسة الاوروبية الشرقية، تعتمد الرسم فقط مع المزج المتناغم بين المتناقضات، وتهتم اهتماما بالغا بتفصيلات الرسم ولا يوجد فيها تعليق، وهي أقوى المدارس الكاريكاتورية، بينما تتركز المدرسة الاوروبية الغربية، من خلال الرسم التخطيطي البسيط، وهي تعتمد على التعليق الذي يتخذ شكل النكتة أو الحوار الضاحك، أما المدرسة الاميركية، فتمتاز بالجمع بين المدرستين. اما بالنسبة لانواع الكاريكاتور فهي عديدة منها، الكاريكاتور السياسي وهو الاوسع انتشاراـ والكاريكاتور الاجتماعي، والكاريكاتور الفكاهي وهو الخالي من الانتقاد وهدفه اثارة الضحك لا اكثر، والبورتريه الكاريكاتوري، والكاريكاتور التأملي، والكاريكاتور المسلسل وهو الذي يتشكل من عدة رسوم تدور حول موضوع واحد، وتؤلف مجتمعة تطورا لحدث ما… وغير ذلك.

موقع الكاريكاتور بين الفنون

•    ما هي علاقة الكاريكاتور بالفنون التشكيلية الاخرى؟
–    فن الكاريكاتور يعتبر الاكثر شعبية من سائر الفنون التشكيلية الاخرى، لكنه الاقل اثارة لاهتمام النقاد والباحثين، ويعيد بعضهم هذا الاهمال الى اعتبار الكاريكاتور فنا من الدرجة الثانية لدى النقاد لبساطة تقنياته التشكيلية، ويلعب في ذلك ايضا ان الكاريكاتور يعتبر ابنا عاقا للفنون التشكيلية فرغم انتمائه لها فإنه يرتبط بالصحافة اكثر من إرتباطه بها. من هنا فالصحيفة هي معرض الكاريكاتور، وهنا يهمني ان اشير، الى كون الكاريكاتور قد شكل نقطة تحول ضخمة في مسيرة الفن التشكيلي، ولعل هذه النقطة تتمثل بالضريبة المأساوية التي فرضت على الفنان الهولندي رامبرانت على اثر لوحته “حراسة ليلية” التي لم يكبلها بالمبادئ التقليدية في تأليف اللوحة آنذاك، بل أطلق لابداعه العنان في توزيع اللون، والتلاعب بالظلال والكتل، بطريقة غير مألوفة في ذلك الحين.. إن هذا التفلّت من التقليد السائد في حينه أثار حفيظة الضباط النبلاء الذين تشكلوا كشخوص في اللوحة، ودعاهم لتوظيف مكاناتهم الاجتماعية للقضاء على سمعة رامبرانت كفنان، بعد أن رأوا بفعلته اهانة عظيمة مست ذاتهم. ونتيجة لذلك عانى رامبرانت الفاقة والعوز لمدة 26 سنة انتهت بوفاته. لعبت قضية رامبرانت دورا بارزا في تكثيف الشعور لدى الكثير من الفنانين بضرورة التحرر من القيود التي فرضها رأس المال على حرية الابداع.

النقش وفوضى التفلت
•    هل فرض التقييد على الرسم، أنماطا ثورية متفلتة؟
–    في إعتقادي أن هذا الشعور المتراكم في التضييق على حرية الرسام، أدى الى خلق نمط ثوري شجاع.. هذا النمط الجديد أطلقه الفنان الانكليزي ويليام هوغارت، حيث انبرى إلى توظيف النقش في طباعة رسومه التي تصور احداثا معينة، بمئات وآلاف النسخ وبيعها باسعار زهيدة جدا… شكل هذا النمط فتحا كان له عوائده الايجابية العديدة، حيث توافر للفنان امكانية تحصيل الرزق بعيدا عن التبعية المذلة لاصحاب الثروات والطبقات النبيلة، وما يفرضونه من خيارات على الفنان. ومن ثم أدخل الروح الطبيعية على اللوحة بعيدا عن كلاسيكية عصر النهضة، ومزجها بطابع تأليفي يغتني بالتناغم والحراك بأسلوب ذي اطلالة ساخرة بدلالة كون هذا الفن ليس ترفا للميسورين فحسب، بل شكلا تعبيريا راقيا يتواءم مع آفاق الانسان العادي ويعبر عن مكنوناته بعمق. ثم أخذ هذا الفن بالتمازج في أحيان كثيرة مع الحدث بطريقة ناقدة تتجه الى الرأي العام، بهذا تأسست البذور الاولى لما بات يعرف بفن الكاريكاتور.

علاقة الكاريكاتور بالسلطة

•    كيف تقيم تجربة الكاريكاتور مع السلطة عالميا وعربيا؟
–    العلاقة بين الكاريكاتور والسلطات كانت علاقة اشكالية منذ انطلاق هذا الفن، اغتنى فن الكاريكاتور ابتداء من القرن السابع عشر، بأبعاد معينة أضيفت إلى المخزون الفني الذي يمثل، وباتت مع مرور الوقت مسلمات بديهية مقومة لذاته ومبلورة له، منها على سبيل المثال لا الحصر، إدخال الحركة على مفهوم الصورة، من خلال إسقاط المسرح بثقله على اللوحة كما لدى الفنان الانكليزي وليام هوغارت، وإعراض الكاريكاتور عن الضوابط التي أملتها الأعراف السائدة، والمثالية الطاغية على الفن، الأمر الذي نحا به باتجاه السخرية، ورسخ له طبيعة المبالغة والهجاء، بحيث أضحى مع مرور الوقت لغة تشكيلية ذات مفاهيم جمالية خاصة، تخاطب ميلاً خفياً للتشويه لدى المتلقي، ومن ثم الإطلالة على القضايا السياسية والاجتماعية، وأداء رسالة معينة تجاهها .وقد لعبت هذه الأبعاد وغيرها دوراً ضخماً في منح هذا الفن قبولاً واسعاً وانتشاراً عريضاً، وخصوصاً بعد تواؤم هذا الفن مع الصحافة. اندمج الكاريكاتور منذ ولادته بشكله المتعارف، مع أنساق متنامية تدرجت ببطء، لتتشكل كقوة تنحاز إلى نبض المجتمع. وإن قِيس الأمر من زاوية الإشكالية التي تحكم الفن بالسلطة، فالإشكالية تتأكد، وتتخذ أكثر من حيز مع تفصيل الأمر على مقياس الكاريكاتور. فالانبثاق الأوّل لهذا الفن، حمل في ذاته بذور تحرر من تبعية الفنان لسلطة المال والسياسة، من خلال ابتداع هوغارت للإنتاج الواسع النطاق للفن. مع مرور الوقت، ومع توجه الكاريكاتور بشكل أكبر، لإظهار المبالغة والتشويه بالواقعة المقصودة، أكثر منها في الشخص، ومع إثباته لدور الصورة الحية التي خلقها مع غياب وسائل التصوير، في التأثير على الرأي العام، وتوجيهه. نشأ اهتمام خاص من السلطة السياسية بهذا الفن، فأخذ بعض رسامي الكاريكاتور بالتعاون مع صناع القرار في ترويج السياسات المطلوبة في توجيه الشعب، وصولاً الى تصويرهم الرموز الوطنية للشعوب، كما جرى مع الفنان الأميركي من أصل ألماني توماس ناست عند خلقه الشكل الأولي للعم سام. دون الاستزادة بالكثير من الشواهد التاريخية، وفي محاولة للخروج بخلاصة عامة تسلط الضوء على أبرز ما يقف حائلاً سلطوياً (سياسياً، دينياً، أو عرفياً) أمام فنّان الكاريكاتور وحقه في حرية التعبير، تتبدى أمام المرء، مع انتشار حرية التعبير بأقصى مدى ممكن لها في الغرب، خطوط حمراء عدة ترزح بثقلها أمام فنان الكاريكاتور الغربي بادئ ذي بدء.

محظورات الكاريكاتور

•    هل عرف فن الكاريكاتور محظورات متفق عليها عالميا؟
–  لعل أهمّ المحظورات، حظر رسم أي لوحة تمس بالنقد مسألة المحرقة اليهودية. وقد وصل الأمر في عدد من الدول الاوروبية لمقاضاة بعض الفنانين الذين تجرأوا على نقد سياسات إسرائيل. هذا في ما يعني الكاريكاتور الغربي، أما الكاريكاتور العربي، فقد مر بأدوار عدة، قد لا يتسع لها المجال في هذه العجالة، لكن تكفي الإشارة إلى أن تلك المساحة من الحرية التي نعم بها الكاريكاتور العربي عند ولادته الاولى، والتي مارس فيها الفنان محمد عبد المنعم رخا مهنته الناقدة بشدة ودون ضوابط ضد حزب الوفد ورئيسه مصطفى النحاس باشا في مصر خلال النصف الاول من القرن العشرين، ثم عادت لتنحسر مع النصف الثاني من القرن العشرين، وهنا اذ أسجل انعكاس تطور السلطة السياسية في البلاد العربية على الكاريكاتور بمزيد من الازدهار، حيث غزا كل الصحف والمنشورات، لكن في المقابل أخضع هذا الفن إلى رقابة صارمة، لم تؤثر في مضمونه، وفي الرسالة التي يؤدي فحسب، بل وحتى على شكله. فقد بات من أولى المحرمات تصوير القيادات بشكل ساخر، أو توجيه حراب ريشة النقد لسياساته بطريقة مباشرة، الأمر الذي أفقد اللوحة الكثير من خصائصها النقدية، ودعا بالفنان للتحايل على الرقابة بشتى الطرق، سعياً لإيصال فكرته بأقل تكلفة ممكنة.

الكاريكاتور في العالم العر بي
* هل من أمثلة عربيا؟
– لم يخل واقع الحال من ضريبة ألقيت على كاهل فنان الكاريكاتور العربي، تفاوتت بكمها ونوعها. ويحضر إلى الأذهان في هذا السياق على سبيل المثال لا الحصر، ما جرى مع الفنان المصري الرائد بهجت عثمان، حين مُنع في حقبة السادات من ممارسة فن الكاريكاتور، ما اضطره للتوجه إلى رسوم الأطفال. وفي النهاية، تجدر الإشارة إلى تبلور محرّم آخر بالنسبة إلى فنّ الكاريكاتور العربي عند تماسه بالسلطة الدينية، ويتمثل المحرم المذكور، بتناول المقدّسات التي قد تتسع دائرتها لتشمل رجال الدين في بعض الأحيان، في أي مقاربة كاريكاتورية.

•    وماذا عن الرسوم التي طاولت شخصية نبي الاسلام، كيف تنظر الى هذه القضية؟
– هذه القضية اتخذت بعد الدفاع عن “حرية التعبير” اوروبيا، وطالما أثارت “حرية  التعبير” كمبدأ عاصفة من الآراء حول معاييرها في ما خص المس بمقدسات الشعوب على اختلافها. قد لا يكون من الضرورة بمكان الدخول في عمق محددات هذا المبدأ، أو النظريات التي تبحث فيه، أو القيود التي تفرض عليه بشكل تفصيلي، لكن قد يكفي التذكير بأنه كمبدأ قد كفل بموجب القانون الدولي من خلال العديد من صكوك حقوق الإنسان، ومن المعلوم بالطبع أن “حرية التعبير” هي من أهم الأسس التي تتبناها الديموقراطيات الغربية الليبرالية الحديثة، والتي بدورها باتت مرتكزاً لتمرير وشرعنة مثل هذه الرسوم وغيرها من حيث المبدأ. لكن إذا نظرنا إلى “حرية التعبير” من جهة أخرى، أعني بها بالقياس إلى موضوع انتقاد السياسات التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية، وصولاً إلى حد المساءلة أو الانتقاد لقضية “الهولوكوست”، فهل يبقى لـ”قدسية” حرية التعبير كل هذا الوزن؟ أم سيتضح أمامنا نوع من ليّ العنق لهذا المبدأ، وثنائية معيارية قوامها الكيل بمكيالين في الغرب؟ بداية من السهولة بمكان بدءاً عند البحث عبر شبكة النت عن كلمتي “العداء للسامية والكرتون” أن يرى المرء كماً هائلاً من الرسوم لفنانين عرب، صُنِّفَت من جهات عدة بالعداء للسامية، لمجرد كونها تنتقد السياسات الإسرائيلية الممارسة بحق العرب.

المحظور يطال الجميع
* ولكن هل يقتصر واقع الأمر على الفنانين العرب فحسب؟
تعرّض الفنان الإيراني مسعود شجاعي طباطبائي ـــــ مسؤول بيت الكرتون الإيراني ورئيس تحرير جريدة كيهان الكاريكاتور ـــــ لحملة تشهيرية ضخمة وصلت إلى ما هو أكثر من 700 مقال ينتقد المسابقة الكاريكاتورية حول الهولوكوست التي أعلنت عنها جريدة همشهري الإيرانية، ونظمها وحكّمها طباطبائي. وبنتيجة هذا الأمر، قامت 17 دولة أوروبية بمنع طباطبائي من دخول أراضيها.

شارون يقضم طفلا

* ..وأوروبيا، هل توجد أمثلة؟
– بالطبع.. أذكر هنا فنان الكاريكاتور ديف براون وصحيفة الإندبندت البريطانية حيث قام براون برسم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون بشكل عملاق يمسك طفلاً فلسطينياً قاضماً رأسه، متسائلاً بتحدٍّ: “أين الخطأ؟ ألم تروا سياسياً يقبل طفلاً؟”. وفي خلفية الكاريكاتور تظهر طائرات هليكوبتر ودبابات تطلق الصواريخ والقذائف التي تلحق الدمار بالفلسطينيين مع رسالة تقول “انتخبوا شارون” وأخرى تقول: “انتخبوا الليكود”. وفي نقاط سريعة نوجه السؤال: أين الدفاع عن حرية التعبير مع الفنان البرازيلي كارلوس لطوف، بعد تعرضه لتهديدات بالقتل من مناصري حزب الليكود الإسرائيلي ومحازبيه، إثر رسومه الانتقادية لآلة القتل الصهيونية في لبنان عام 2006؟ أين هي هذه الحرية مع الفنان البلجيكي بنيامين هاين، عندما تلاحق رسومه المناوئة لإسرائيل على شبكة النت وتتلف؟ وغير ذلك كثير.

*.. اذكر لنا حدثا جرى معك تعرضت فيه رسومك لرقابة ما او منعت من النشر.. واذكر لنا حدثا مماثلا جرى مع فنان عربي او اجنبي
– تعلم ان الرقابة في البلدان العربية شديدة، والمحظورات عدة، الا ان هامش الحرية في لبنان اوسع، وقد حدث لي غير مرة ان رفضت ادارات التحرير رسومي لتجاوزها خطوطا حمراء، اذكر حدثا جرى معي في صحيفة لبنانية على اثر حادثة مرجعيون الشهيرة حيث رسمت الوزير الاسبق احمد فتفت يلبس زي النادل ويقدم الشاي للاسرائيليين، والاسرائيلي يقول:”واحد قهوة واتنين شاي”، فرفضت ادارة التحرير نشرها خوفا من مقاضاتها… كما اتعرض دوما للمضايقة من ادارة وكالة “كرتون ستوك” البريطانية عندما اتناول برسومي اسرائيل بالنقد، واذكر انهم الغوا لي رسمة تمثل فلسطيني مصلوب على نجمة داوود على اثر ارسالي لها، فاعترضت على ذلك وكدت ان اوقف تعاوني معهم لولا تبريرهم انهم قد يتعرضون للمسائلة القانونية تحت تهمة “العداء للسامية”. اما الفنان الآخر فأذكر الفنان اليمني كمال شرف الذي عرف عنه مكافحته للفساد برسومه الكاريكاتورية، وهو الان تحت قيد الاعتقال في اليمن اثر لوحة رسمها.

*.. من يعجبك من الفنانين العالميين والعرب واللبنانيين؟
عديدون هم الذين يأثرون بي ويجذبني فنهم، منهم عالميا الروسي ميخائيل زلاتكوفسكي، والاميركي ميشال راميريز، والكوبي ارستيد آريس، والمكسيكي انجل بوليغان، اما عربيا فتثير اعجابي اعمال الفنان الليبي محمد الزواوي والفنان الاردني امجد رسمي والفنانين السوريين علي فرزات وياسر أحمد ، أما لبنانياً فأجد أعمال الفنان أرمان حمصي (رسام جريدة النهار) غاية في الابداع، واعجب بأعمال الفنانين ايلي صليبا (رسام جريدة الديار) وحسن بليبل (رسام جريدة المستقبل)..

أمية كنعان
نشرالحوار في جريدة البناء اللبنانية  27أيلول/ سبتمبر 2010


Director| Raed Khalil
موقع الكاريكاتور السوري الدولي
رسام الكاريكاتور السوري رائد خليل
| جميع الحقوق محفوظة|


 


More..
Latest news