افتتاح معرض سورية الدولي للكاريكاتور بمشاركة 69 دولة و359 فناناً عالمياً
SYRIACARTOON-2023
افتتاح معرض سورية الدولي للكاريكاتور بمشاركة 69 دولة و359 فناناً عالمياً
أمينة عباس/البعث
افتُتح مساء أمس في دار الأسد للثقافة والفنون معرض سورية الدولي التاسع عشر للكاريكاتور-دورة الروائي الراحل حنا مينة- بمشاركة واسعة من رسامي الكاريكاتور في العالم من 69 دولة و359 فناناً عالمياً، وأعلن الفنان رائد خليل مدير المسابقة أسماء الفائزين. وقد شكر الفائزون عبر فيديوهات مصوّرة الفنان خليل على إتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة في هذه المسابقة التي هي برأيهم إحدى أشهر ملتقيات الرسوم المتحركة في العالم، مؤكدين أنه معرض عالمي بكل المقاييس ويظهر فيه جهد كبير على الرغم من الصعوبات، في حين أجمع بعض أعضاء لجنة التحكيم الدولية مثل سيبال آنيشتاين من البرازيل، وماريان بوبيسكو من رومانيا، ووسام خليل من مصر، عبر شهاداتهم على أن المعرض حدثٌ يحظى بالتقدير والاهتمام في جميع أنحاء العالم، وهو ملتقى للأفكار الخلاقة والساحرة التي تهمّ كوكب الألفية الثالثة، وأن الدورات السابقة أظهرت أن هذا المعرض من أفضل المعارض على صعيد التنظيم ومستوى الأعمال المشاركة.
انتصار للحق والجمال
وبيَّن الفنان رائد خليل مدير المسابقة الدولية في المعرض في كلمة الافتتاح أن مئات الفنانين العالميين من 68 دولة شاركوا في هذه الدورة، على الرغم من كل الصعوبات التي تحيط بالجميع، وأن معرض سورية الدولي للكاريكاتور الذي انطلق عام 2005 وأثبت حضوره سيستمر انتصاراً للحق والجمال في بلدنا، شاكراً دار الأسد للثقافة والفنون على الاحتضان والرعاية، في حين بيَّن في تصريحه لـ”البعث” أن المعرض نجح عبر دوراته العديدة في خرق الحصار الذي فُرض على سورية وبناء جسور تواصل وفتح باب الحوار الثقافي والفني مع دول العالم عبر فنّ الكاريكاتور، مشيراً إلى أنه وعبر دوراته السابقة ألقى الضوء على موضوعات عديدة وعلى أسماء كانت لها بصمتها الإبداعية كمحمد الماغوط، نزار قباني، نهاد قلعي، موضحاً أن فن الكاريكاتور من أهم الفنون الموجودة بسبب سرعة التلقي والفهم والمضمون الساخر، وأن الفنان الجيد هو من يتلقف الحدث ويترجمه على أرض الواقع بعين ساخرة وناقدة عبر التهكم على الواقع المرير، منوهاً بأنه كان للجان التحكيم دور فعال في انتقاء الأعمال ومنحها الجوائز، وهي تضم أسماء ساهمت عبر ميادين عديدة في بناء مجتمع ثقافي فعّال.
تكريم
وشهد حفل الافتتاح تكريم رائد خليل مدير المسابقة الدولية لـ د. محمد حوراني رئيس اتّحاد الكتّاب العرب تقديراً لمواقفه الوطنية وإيمانه بدور المثقف السوري في المجتمع، والمايسترو أندريه معلولي مدير دار الأسد للثقافة والفنون تقديراً لإبداعه ومسيرته الفنية وبمناسبة نيله جائزة الدولة التشجيعية، والمايسترو نزيه أسعد قائد الفرقة الموسيقية التي أحيت حفل الافتتاح، وأيضاً تكريم أعضاء لجنة التحكيم التي ضمّت: الفنان موفق مخول، الفنان د. حسن إسماعيل، والناقد المسرحي جوان جان والفنانة بشرى الحكيم.
اللوحة أبلغ من النص
وبيَّن د. محمد الحوراني في تصريحه أن الحديث عن حنا مينة هو حديث عن واحد من أهم الروائيين في تاريخ سورية المعاصر، وهو المؤسّس للأدب السوري، وكان منحازاً للهمّ الإنساني ومعاناة الشعوب، وأن لوحات كثيرة في المعرض لفنانين من دول مختلفة تماهت مع فكره وثقافته ورسائله الإنسانية، موضحاً أن لكل من الأدب والكاريكاتير طريقته في التعبير، مع إشارته إلى قدرة الكاريكاتور على الاختزال أكبر بكثير من الأدب، فاللوحة قد تختصر رواية بكاملها. من هنا يمكنه القول إن اللوحة أحياناً أبلغ من النص، لكنه أكد في الوقت نفسه أن التفاصيل في الرواية والقصيدة والقصة لا يمكن للمتلقي أو القارئ أن يستغني عنها على الإطلاق.
خرق الحصار
وأكد المايسترو أندريه معلولي مدير دار الأسد للثقافة والفنون أن وزارة الثقافة عبر الدار احتضنت المعرض ودعمته لأهميته في إظهار وجه سورية الحضاري ونجاحه عبر دوراته المتتالية في خرق الحصار على سورية في أصعب الظروف، وكان ذلك من أهم أهدافه، محيياً جهودَ الفنان رائد خليل الذي يعمل بشكل فردي ليبقى المعرض مستمراً، والدار تقدّر له هذا، مشيراً إلى أنه تمّ تطوير الفعالية من خلال فقرات فنية مرتبطة بعنوان المعرض، وكله أمل أن تتعدّد فعالياته في دوراته القادمة.
فن يفهم لغته الجميع
ورأى الفنان موفق مخول عضو لجنة التحكيم في المعرض أن فن الكاريكاتور ثقافة حديثة بصرية تعتمد على الفكرة، ونحن بأمسّ الحاجة إلى هذا الفن الإعلامي الإبداعي الذي كان مزدهراً في وقت من الأوقات ونشهد تراجعه اليوم مع غياب الصحافة الورقية التي كانت الحاضن الأساس له، وبالتالي لابد من إيجاد الوسائل لعودته إلى حياتنا الفنية، مؤكداً أن المعرض مناسبة للتعريف بهذا الفن من خلال مشاركات أهم رسامي الكاريكاتور في العالم، وهو فرصة لنا لإيصال رسائلنا السياسية والاجتماعية والثقافية بطريقة ذكية وبشكل سريع عبر فنّ يفهم لغته الجميع، وهذا ما يقوم به المعرض، شاكراً الفنان رائد خليل على إقامته والإصرار على استمراره لإيمانه برسالته الإنسانية.
إحياء فن الكاريكاتور
ونوّه الناقد المسرحي وعضو لجنة التحكيم جوان جان بأهمية المعرض في إعادة إحياء فن الكاريكاتور، ورأى أن مثل هذه الفعاليات من شأنها أن تعيد لهذا الفن ألقه واستمراره، مبيناً كعضو لجنة تحكيم أن الكاريكاتير معنيّ بهموم وتطلعات وانكسارات الإنسان، وبالتالي كان التقييم حول قدرة اللوحات المشاركة على أن تكون ملامسة لقضايا الإنسان وهمومه.
شارات المسلسلات
وخُتم حفل الافتتاح بحفل موسيقي بقيادة المايسترو نزيه أسعد الذي عبّر عن سعادته بمشاركته في افتتاح المعرض الذي كان حريصاً فيه على اختيار المقطوعات التي تناسب هذه الدورة من خلال عزف الفرقة الموسيقية لشارات المسلسلات التي نهلت من روايات حنا مينة، وكان للمقطوعات الموسيقية وقعها على المستمعين، مع مرور بسيط على التراث السوري، إضافة إلى عزف بعض المقطوعات التي قام بتأليفها خصيصاً لهذه المناسبة مثل مقطوعة “ماريا”.
يُذكر أن حفل الافتتاح تضمّن أيضاً عرضاً لفيلم كرتوني قصير حمل عنوان “الحياكة” وفيلماً من إعداد علي الدندح سلّط فيه الضوء على بعض محطات سيرة حنا مينة الذي كان بسيطاً في حياته ومماته، وقد وصفه ابنه الفنان سعد مينة في الفيلم بأنه كان شخصاً استثنائياً بشهادة الجميع.
رائد أدب البحر مصوراً بريشة معرض سورية الدولي التاسع عشر للكاريكاتور
أماني فروج وكنانة إسماعيل-سانا
لم تخرج لوحات الكاريكاتير المئة التي احتفت برائد أدب البحر السوري حنا مينا عن سمته الواقعية وأسلوبه السردي الروائي، بل صورته بتقنيات فنية جديدة ومعاصرة في الدورة التاسعة عشرة من معرض سورية الدولي التاسع عشر للكاريكاتور.
وتبارى المشاركون من سبعين دولة حول العالم في المعرض الذي افتتح اليوم في دار الأسد للثقافة والفنون في تصوير الأديب مينا من رؤى فنية مختلفة صورت مواضيع أساسية حددها القائمون على المسابقة.
واستهل المهرجان بعرض فيلم وثائقي لسيرة مينا الأديبة ومشواره الطويل في الرواية وإعلان أسماء الفائزين بالمهرجان، حيث حصدت الجائزة الأولى موجميري ميهاتوف من كرواتيا، أما الجائزة الثانية فكانت من نصيب داركو درليجيفيتش من الجبل الأسود، في حين ذهبت الجائزة الثالثة لبير لوستامينا من رومانيا، ثم عرضت شهادات لبعض أعضاء لجنة التحكيم الدولية لفنانين من الدول الأجنبية.
كما تم تكريم كل من رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني ومدير عام دار الأسد للثقافة والفنون المايسترو أندريه معلولي بدرع الروائي الراحل حنا مينا، إضافة إلى لجنة تحكيم الأعمال المشاركة في المهرجان وهم الفنانون التشكيليون موفق مخول وحسن اسماعيل وبشرى الحكيم والناقد المسرحي جوان جان، إضافة لقائد الأوركسترا المايسترو نزيه أسعد، تلاها عرض فيلم قصير صامت بعنوان الحياكة.
واستمر الحفل على وقع الأوركسترا التي قادها المايسترو نزيه أسعد لتقدم مقتطفات من شارات الأعمال الدرامية التي كتبها حنا مينة، إضافة إلى مقطوعات موسيقية من وحي الحدث، مروراً ببانوراما غنائية عن التراث السوري والبحري.
مدير المعرض رسام الكاريكاتير رائد خليل أوضح أن الهدف من المعرض على مدى الأعوام التسعة عشر التي أقيم بها تسليط الضوء على قامات إبداعية سورية أثرت في الحركة الثقافية السورية ورحلت، وتصدير إبداعاتهم ونتاجاتهم الفنية إلى دول العالم.
رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني نوه إلى العلاقة الوطيدة والترابط بين أصناف الفنون والقواسم المشتركة بين الكلمة واللوحة والموسيقا، وقال: “إن هذا المعرض يعكس تجذر العلاقة بين اللوحة والكاتب”.
وأضاف الحوراني: “لا يمكننا القول إن هذا الفن يستحوذ على الجانب الفكاهي، بل يستثمر السخرية لتكون لاذعة ومرة، وتخبئ خلف الأدوات الملموسة رمزيات وإيماءات عميقة”.
عضو لجنة التحكيم جوان جان لفت إلى أن فن الكاريكاتير فن إنساني ويعنى بقضايا الإنسانية بالدرجة الأولى، وأن الأعمال المشاركة في المسابقة لامست هموم وانكسارات الفرد.
وعن الشق المتعلق بالتأليف الموسيقي للحفل لفت المايسترو نزيه أسعد إلى المزيج الذي حققته الموسيقا وفن الكاريكاتير لصياغة المشهد، لتتماهى مع الأديب المحتفى به، قائلاً: “على اعتبار أن فن الكاريكاتير من النوع السهل الممتنع والمعقد إلى حد ما، فاختيار الموسيقا كان للتخفيف من حدة تفسيره وترك إجابات حول الاستفهامات التي يطرحها وخلق اتفاق روحي بين الصورة والصوت.
في حين رأى الناقد والإعلامي نضال قوشحة أن الفن موحد ولكنه يملك أشكالاً عديدة، قائلاً: “من الرائع أن نشاهد الكاتب والروائي حنا مينة بلوحات رسمت بريشة فناني الكاريكاتير، ولا سيما أنه عرف جاداً وذا وجه عابس” وأشار إلى أن هذا المهرجان بات علامة فارقة في المشهد الفني السوري، حيث استضاف قامات فنية وأديبة من أعمدة الثقافة والأدب، الأمر الذي يشعره بالحماس تجاه هذا المشروع.
الروائي حنا مينة بريشة فنانين عالميين ضمن معرض سورية الدولي التاسع عشر للكاريكاتور في دار الأسد ..
رشا بندقجي – المكتب الصحفي في دار الأوبرا
مئة لوحة كاريكاتورية تنافست ضمن مسابقة سورية الدولية في معرض سورية الدولي التاسع عشر للكاريكاتور بمشاركة 69 دولة، في دورة الروائي السوري الراحل حنا مينة، حيث تناولت ريشات 350 رساماً عالمياً جوانب متعددة من شخصية الأديب السوري وقدمتها للجمهور بأشكال وأفكار متنوعة ضمن المعرض الذي احتضنته قاعة معارض دار الأسد للثقافة والفنون مساء الأحد 14 أيار مستمراً حتى الخميس 18 أيار 2023.
عبر فن الكاريكاتور الذي يعتمد على المبالغة في تصوير الشخصيات والذي يتميز بمواكبته للأحداث وسرعة وصوله للمتلقي؛ تم تسليط الضوء على القامات السورية الفنية من مختلف المجالات والاختصاصات بما يدفع الفنانين العالميين للبحث عن هذه الشخصية السورية والتعرف إلى أعمالها وإنجازاتها كما أوضح الفنان التشكيلي السوري رائد خليل، حدث ذلك سابقاً مع الفنانين الراحلين الذين تناولهم مهرجان سورية الدولي من محمد الماغوط ونزار قباني وممتاز البحرة ونضال سيجري وصولاً إلى نهاد قلعي.
وأوضح مدير المسابقة الدولية رائد خليل أن تحديد الفائزين في المسابقة يمر عبر لجنتين، دولية ومحلية، تتولى الأولى انتقاء الأعمال حيث وقع اختيارها على مئة لوحة من بين ألف ومئة دخلت المنافسة، بينما تتولى اللجنة الثانية منح الجوائز، مؤكداً أن المصداقية هي أكثر مايميز هذا المهرجان حيث يكون الفن بعيداً عن أي تحيّز، وشبّه خليل فن الكاريكاتور بالموسيقا العالمية من ناحية وصوله إلى جميع الشعوب بلغاتها المختلفة.
المعرض الذي تضمّن مع أولى لوحاته تحية إلى روح الفنان التشكيلي الراحل مازن غانم؛ استقبل الجمهور قبل الانتقال إلى مسرح الدراما لتكريم لجنة التحكيم الوطنية، ثم إعلان الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى وهم من دول كرواتيا والجبل الأسود ورومانيا. وبعد تقديم جوائز خاصة لعدد من الفنانين من دول مختلفة؛ عُرض فيلم قصير عن الروائي حنا مينة، تلاه فيلم خاص برجال التحكيم الدوليين أثنوا فيه على مهرجان سورية الدولي الذي ينتظرونه سنوياً، فيما كان فن الكرتون الذي يقوم عليه الكاريكاتور موضوعاً للفيلم الثالث.
وتشكّلت لجنة التحكيم الوطنية من الفنانين : جوان جان، بشرى الحكيم، حسن إسماعيل، رائد خليل، وموفق مخول. أما لجنة التحكيم الدولية ضمّت محكّمين من دول العراق ومصر والجزائر وإيران وبولندا ورومانيا وكرواتيا والبرتغال والبيرو وسلوفاكيا وسلوفينيا وبلغاريا والهند والصين.
الأمسية الموسيقية المرافقة للمعرض بدأت مع افتتاحية موسيقية من تأليف نزيه أسعد الذي يقود الأوركسترا، وفيها ذات الروح التي يتضمنها المعرض في ربط بين الموسيقا والفن الكاريكاتوري وصنع هوية خاصة بهما كما أوضح قائد الفرقة، واستمع الجمهور بصوت الكورال إلى شارات من الأعمال الدرامية التي كتبها حنا مينة وهي “نهاية رجل شجاع” من ألحان طارق الناصر، و “بقايا صور” لملحنها أحمد قعبور.
الجزء الثاني من الحفل تضمّن فقرات موسيقية آلية من تأليف نزيه أسعد بما يشبه الموسيقا التصويرية للبيئة البحرية التي كتب عنها كثيراً الروائي الراحل. وبأسلوب أوركسترالي مبسط أعاد أسعد توزيع بعض الأغنيات التراثية والشعبية السورية وقدّمها للحضور، وبيّن أن الفن السوري يمتلك هويته الخاصة وهو حاضر في تفاصيل هذا الحفل عبر جميع المؤلفات والتراكيب والقوالب الموسيقية والغنائية.
PLEASE PROVIDE SOURCE
SYRIACARTOON WEBSITE
www.raedcartoon.com
موقع الكارتون الســـوري
مدير الموقع: رائد خليـــل
جميع الحقوق محفوظة