رسامو كاريكاتير من السويد وسورية في معرض فني مشترك
(وأنت ماذا تفعل لأجل المناخ؟) سؤال طرحته دولة السويد محاولة وبطريقتها الخاصة الإجابة عليه… بالعمل على برنامج توعوي من خلال الفن، بدأت الفكرة بإلقاء خمسة رسامي كاريكاتير سويديين نظرة ثاقبة وقلقة على مسألة المناخ.. من خلال إقامة معرض يلقي الضوء على هذه المسألة من زاوية جديدة، وأتى بالتزامن مع مؤتمر المناخ الذي انعقد في كوبنهاغن في كانون الأول 2009، حيث قدّم 25 رسام صحافة كاريكاتوري من الدول الاسكندينافية تأملات طريفة وقلقة حول المناخ… ومن ثم استكمل المعهد السويدي مطورا الفكرة باستمرار معرض المناخ حاملا عنوان (وجها لوجه مع المناخ) لإظهار دور السويد الايجابي على هذا الصعيد.. وهو جزء من حملة سابقة نسقها المعهد لتعزيز التطوير المستدام، تحت عنوان (وجها لوجه مع المستقبل- استدامة على الطريقة السويدي) والهدف منها هو تشجيع الحوار حول مسألة المجتمع المستدام وتعزيز الوعي حول مشاكل المناخ المحلية من خلال الفن. السويد الدولة (الصديقة للبيئة) والرائدة في قضية المناخ لم ترد الاكتفاء بطرح إجابتها بل أرادت أن تشارك بها من يرغب ويسأل ويهتم لأن مسألة المناخ لم تعد قضية محلية بل أصبحت عالمية.
مشاركة سورية
سورية بدورها كانت من الدول التي رحبت بالمشاركة، فقدمت وزارة الدولة لشؤون البيئة دعوة عبر السفارة السويدية في دمشق لاستضافة البرنامج.. حيث تم مؤخرا افتتاح معرض مشترك في ثقافي كفرسوسة شارك فيه رسامون من السويد وسورية بلوحات كاريكاتور تتمحور حول قضية المناخ.. تخلل المعرض محاضرات ألقاها خبراء من كلا البلدين حول تجارب الدول ومساهمة الأفراد في رفع الوعي البيئي حيث ألقت السكرتيرية العمومية في المنظمة العالمية (مارلين مهلمين) محاضرة حول التحديات البيئية وأهمية مشاركة الأطفال في هذه البرامج وقد توجهت المحاضرات إلى أكثر من 300 طفل بأعمار (10 و13) عام معبرين بأسلوبهم الخاص عن رؤيتهم حول المناخ وطرق مساهمتهم بلوحات كان لها حيز في المعرض…
رأي ومساهمة
المعرض الذي شارك فيه خمسة فنانين من السويد ومثلهم من سورية أتاح كذلك للزوار إمكانية كتابة آرائهم ومساهماتهم بشأن المناخ وماذا يفعلون هم بدورهم لأجله… كما تم عرض إجابات الفنانين المشاركين، ومنهم نقتطف: الفنان (ريبر هانسن) من السويد كتب: انه يعتمد على السير بدل المواصلات…(كارين صنفيسن) تساهم من خلال لبس ثياب نوم طويلة ومدفية… أما (هلينا ليندهولم) فهي تفرز النفايات وتعيد تدويرها.. بينما علق (رائد خليل) أنه يساهم من خلال رفع الوعي البيئي عبر أعماله… (عصام حسن) أسس النادي البيئي للأطفال مع أطفال الحي… (ياسر أحمد) يطفئ النور قبيل مغاردته أي غرفة… وخلال المعرض عقدت ورشات عمل تدريبية لطلاب من كلية الفنون في جامعة دمشق حول الرسم الكاريكاتيري أشرف عليها الفنان السويدي (رايبر هانسون) الذي عرض مراحل تطور فن الكاريكاتور عبر تجربته الشخصية طارحا قضية الفن الكاريكاتور كإحدى أقوى أساليب التعبير التجريدي الملامسة للواقع وقضاياه… وتلونت تجربته عبر عمله في أقسام تحريرية متنوعة في الصحيفة التي يعمل بها. وفي نهاية المعرض تم تنظيم حفل توزيع جوائز تكريمية في السفارة السويدية للفنانين الفائزين عن لوحاتهم المشاركة، حيث استحق الجائزة الأولى والثانية الفنان (نضال خليل) والجائزة الثالثة للفنان (ياسر أحمد)…
من أجواء الحفل
السفير السويدي في سورية السيد (نيكُلاس كيبون) أعرب عن تقديره وإعجابه بمستوى فن الكاريكاتور السوري منوها خلال الحفل أن هذا البرنامج أثمر من عدة نواح بالإضافة إلى تأكيده على قضية المناخ ومساهمة الفن وحثه على الاهتمام بها أيضا الناحية الأخرى هي إظهار مدى تطور سورية بهذا الفن، واعتقد أنها تخطو خطوات جيدة وبالاتجاه الصحيح. مؤكداً أن طريقة انتقاء الرسوم المشاركة في المعرض كانت بالتصويت عبر ثلاث جهات، وبعد الفرز تم انتقاء خمس عشرة لوحة للمشاركة، وبالطريقة ذاتها -لكن بشكل شعبي أكثر- تم انتقاء اللوحات الفائزة عبر تصويت الزوار للمعرض… بدوره الفنان (نضال خليل) عبر عن فرحته بالمشاركة والاطلاع على تجارب الدول الأخرى في هذا الفن… وعن لوحاته الفائزة قال… «اللوحة الفائزة الأولى تتحدث عن إشكالية بيئية محلية لها خصوصية متوسطية وهي الاستهلاك الجائر للمياه، أما الثانية فتعالج مشكلة عالمية وهي تصوير كوكبنا وكأنه يحتضر والإسعاف ينقله كتأكيد على أن الوضع البيئي أصبح خطيرا جدا ولايحتمل التأجيل». كما نوه (خليل) إلى أن قوة فن الكاريكاتور باختلاف غايته إن كان يقدم رسالة توعوية أو يرصد حالة واقعية فهو ذو تأثير كبير على الناس لأنه بعيد عن التعقيد يعتمد على الاختزال البسيط لعناصر موجودة في المجتمع وفي حياتنا اليومية، يلامس الناس بمفارقات غير متوقعة معتبراً أنه يستحق أن يلقب بـ (فن الابتسامة المرة). مؤكدا أنه يجب علينا كفنانين سوريين احترام هذا الفن وتقويمه بعدم دخول من لا يمتلك الأدوات والمخيلة إلى هذا المضمار كي لا يختلط الصالح بالطالح.
ريــم محمود المصدر: جريدة تشرين السورية
تعقيب المحرر:
أولاً لم يتسنَ لي زيارة المعرض أو المشاركة فيه إلا من خلال إرسال اللوحات ، مع التنبيه للقائمين أن لوحاتي للمشاركة في المعرض فقط لا للمنافسة، وفوجئت عبر اتصال بمحني جائزة، فاعتذرت عن قبولها لإتاحة الفرصة للمشاركين الآخرين. وثانياً ذكرت المحررة أنني علقتُ بالقول:”علق (رائد خليل) أنه يساهم من خلال رفع الوعي البيئي عبر أعماله”. علماً أنني لم أزر المعرض نهائياً ولم ألتق أي شخص كان ولا أعرف إلى ماذا استندت المحررة في تضمين قولي هذا في المادة المذكورة.
موقع الكاريكاتير السوري 2011
Director| Raed Khalil موقع الكاريكاتور السوري الدولي رسام الكاريكاتور السوري رائد خليل | جميع الحقوق محفوظة|
|