تحية للفنان رائد خليل

140

تحية للفنان رائد خليل

‏ فنّ الكاريكاتير من الفنون الناشئة حديثة العهد بالمقارنة مع الفنون الأخرى ولم يعد ثمة من يجادل في إدراج هذا الفن ضمن باقة الفنون أوالفنون الجميلة وليست هناك فنون غير جميلة ولكن من المؤكد أننا سنجد من يجادل في المكان التصنيفي لهذا الفن بين الفنون الأخرى وربما سنجد من يجادل في تعريف هذا الفن وغاياته ولكن من الصعب إخراج التهكم والسخرية والهزل من مفهوم الكاريكاتير‏ .
على أي حال ليس هذا ما يعنيني هنا، الذي يعنيني هو أنّ فن الكاريكاتير شأنه شأن أي فن من الفنون ،يقوم على فئتين من العناصر: الفكرة وما يرتبط بها،وتقانات التعبير عن الفكرة وما يرتبط بها أيضا وفنان الكاريكاتير شأنه شأن أي فنان في أي فن آخر ،قد يكون ممتلكاً قدرة خلاقة على ابتكار الأفكار الرائعة،وقد تكون أفكاره عاديةً، وقد يكون ممتلكاً تقانات التعبير الفني امتلاكاً خلاقاً رائعاً، وقد يكون امتلاكه لها هشاً وما بين هذه العناصر الأربعة يتوزع الفنانون في مهاراتهم وعبقرياتهم. ‏
‏ فنانو الكاريكاتير أصناف ومستويات:‏
منهم من لديه القدرة البارعة الرائعة على ابتكار أو خلق الأفكار الكاريكاتيرية المدهشة بمستويات مختلفة من الروعة ولكنهم لا يمتلكون تقانات التعبير الفني الكاريكاتيري عن هذه الأفكار فتأتي رسوماتهم هزيلة في تعبيرها وفنياتها مع وضوح أن الفكرة المراد التعبير عنها رائعة بمستوى من مستويات لروعة،هؤلاء كثر ومنهم من يمتلك أدوات التعبير الفني وتقاناته امتلاكاً بارعاً ،ولكنهم فقراء في الأفكار التي يصوغونها،فتأتي رسوماتهم على درجة من الروعة في جمالياتها وتقاناتها الفنية تشهد لأصحابها بأنهم رسامون مبدعون حقا ولكن يبدو واضحاً مع ذلك مباشرة أن الفكرة التي يعبرون عنها فكرة هزيلة أو ضحلة أو سطحية،وهؤلاء كثر‏،وهناك قلة حسبما أظن من رسامي الكاريكاتير يفتقرون إلى امتلاك تقانات الرسم وأدواته ويفتقرون إلى القدرة على خلق الأفكار الجميلة، فتأتي رسومهم مثل (خرابيش) الدجاج على التراب وربما تكون أحسن منها قليلاً.‏
وهناك قلّة حسبما أظن أيضاً يمتلكون القدرة الباهرة على خلق الأفكار الجميلة بل الرائعة ويمتلكون في الوقت ذاته تقانات الرسم وأدواته فتأتي رسوماتهم آيات جمالية رائعة، تنتزع منك على الرغم منك الابتسامة الساخرة والإعجاب والتقدير ومن هؤلاء الفنان – رائد خليل- الذي يستحق فعلاً تحية تقدير‏..
عرفته من خلال جريدة «البعث» ولم نلتقِ حتى الآن ، فوجئت بلوحاته البديعة ظننتها إشراقات عابرة فوجئت بأنها إشراقات مستمرة متدفقة تدفق الينبوع بالماء السلسبيل وهذا هو الفنان الحقيقي، وهذه هي الموهبة الحقيقية وكل فنان حقيقي موهوبٌ حقاً يستحق تحيّة تقدير حقيقية فتحيّة فوّاحة بعبق البنفسج والياسمين و الحبق تقديراً لفنّك أيّها الفنان والى مزيد من التفوق والنجاح والتألق.‏

 د.عزت السيد أحمد‏- جريدة البعث السورية (من الارشيف)

………………………………………………….

 تحية لرائد خليل

 تصبني الدهشة عندما علمت أن فنان الكاريكاتير السوري رائد خليل ـ ابن السلمية العزيزة ـ فاز بجائزة عالمية، تضاف إلى الجوائز العالمية الأخرى التي نالها. غير أنني دهشت وأصابني التعجب حين رأيت أننا لم نحتف به، في هذه المناسبة الحفاوة التي تليق به.
كل يوم يولد مغن ومغنية جديدان، فما تلبث الصحف العربية والمجلات هنا وهناك، أن تنقل اخبارهما ان عطسا، أو مس احدهما فيروس ما. فإذا تمت خطوبة احدهما مثلاً او تزوج او وقع له ابغض الحلال، فإنه لا يعود قادراً على متابعة اضواء الكاميرات، او حركات آلات التسجيل. والانكى اننا نحتفي كثيراً بأناس مثل هذا الكائن الهمجي المريض المشوه من الداخل والخارج، المدعو جاكسون وهو يحاكم الآن بتهمة التحرش بقاصر. أي انه اضافة الى خنثه. شاذ ايضاً! وكنت قد رأيت رسوم كاريكاتير لرائد خليل، تكفي في الواقع لترشيحه لهذه المرتبة العالمية ـ بالمناسبة انا لا اعرفه شخصياً ـ من ذلك مثلاً واحدة تكفي لشرح عبارة اكل الدهر عليه وشرب: رجل هو هيكل عظمي، يسير على عكازين، هما في الآن ذاته بديلا ساقيه، وطائر لعلّه نقار الخشب، تسلق احد العكازين وراح ينقره! وثمة رسم اخر لموظف بيروقراطي قعد على كرسي الوظيفة، وقد تدلت من وسطه مرساة سفينة ضخمة.
وفي رسم ثالث فقير في العيد. وبدا وقد ناء بحمل كلمة عيد ضخمة على رأسه. العيد اذن عبء عليه. أما الرسم الذي اخذني حقاً، فهو لكاتب يحرك قلمه فوق ورقة، لكن اضواء المرور الثلاثة تزين اعلى القلم. فإذا كان الاحمر يوقفه فهل يستطيع ان يمر على الاصفر.. ويستقر عند الاخضر؟

.. اتذكر الآن كلمة الشاعر الكبير ت. إس. اليوت، عندما سأله احدهم عن سر الغموض في شعره. فقال: انه ليس غامضاً، ولكني ربما امضيت اياماً في كتابة القصيدة، فماذا يمنع القارئ ان يتعب ذهنه بعض الوقت لفهمها؟.. ‏

ليست رسوم رائد خليل صعبة، لكنها ليست بسيطة. وقد تحتاج الى بعض التفكير، كي يصل القارئ الى وضع يده على مرماها الحقيقي. وهذه اهمية فن الكاريكاتير، حين تكون خطوطه في خدمة الفكر.. فكيف اذا كان فكراً نبيلاً؟..

نصر الدين البحرة
‏زاوية “سلامات”.. صحيفة تشرين – الثلاثاء 13 كانون الثاني 2004


Director| Raed Khalil
موقع الكاريكاتور السوري الدولي
رسام الكاريكاتور السوري رائد خليل
| جميع الحقوق محفوظة|

 



 

More..
Latest news