الكاريكاتور… صورة للواقع بفكرة مُبدعها!!برنامج حياة وناس..إذاعة مونت كارلو الدوليّة

142

الكاريكاتور… صورة للواقع بفكرة مُبدعها

*- كاتيا سعد

قد يصف البعض الحياة على أنّها مسرح: حبكتها هي أحداثها، أبطالها هم المواطنين ومخرجها هو الوقت والزمن اللّذان يتحكّمان بالأحداث وأدوار الأبطال.
وبما أنّه استحال أن يكون الإنسان متواجداً في كلّ مكان والوصول إلى معرفة معظم الأحداث التي تدور في كلّ بقاع الأرض، كانت لوسائل الإعلام هذا الدور بأن تكون عين القارئ أو المستمع أو المُشاهد في كلّ مكان لتنقل الأحداث بصورة “واقعيّة” و”موضوعيّة” وبكلّ تجرّد وحياديّة، ولكنّها تصطدم أحياناً بالخطّ السياسي الذي هو تلك المرآة التي تعكس سياسة هذه الوسيلة أو تلك…

وإذا تساءلنا: من الذي يجعلنا ننظر في مرآة الحياة نظرة للوجه الذي نعيشه في الحقيقة؟ قد يصعب الجزم في الإجابة. ولكن أحياناً كثيرة يكون الفنّ هو السبيل الذي ينطق بصوت عالٍ بما نرغب بسماعه وكما نرغب في معرفته أحياناً ليجد المواطن من يتحدّث عنه وينقل معاناته.  
واليوم، بات الفنّ الكاريكاتوريّ من أبرز الفنون التي تحاكي هذا الواقع وتتلمّس الحقيقة بخفاياها. ففي الصحافة المكتوبة، يختصر الكاريكاتور بكلمات قليلة واقعاً نتطلّع إلى معرفته كما هو لا كما يجب أن يتمّ نقله إلينا ؛ وفي التلفزيون، فهو ينقل إلينا بدقائق معدودة صورة لمجتمع يعاني ولا يجد من يداوي… وهكذا يتحوّل الكاريكاتور إلى هذا المتنفّس الذي يضع الإصبع على الجرح ليداوي بقالب فنّي ـ نفسيّ، وتكون الكلمة والصورة والصوت معها أحياناً متعة للعين التي تقرأها أو التي تشاهدها.

واليوم، بات لهذا الفنّ أهميّة كبرى ويُحسب له حساباً، فعين الرسّام الكاريكاتيري أو الرسّامة مفتوحة على كلّ خبر مهما كان حجمه وأينما كان مصدره، لتستيقظ في الذهن حبكة حلقة اليوم في نقل ما تعانيه العين أو تسمعه الأذن بصورة “ساخرة” تكشف الستار عن الحقيقة كما هي لا كما ترغب بنقلها هذه الجهة أو تلك…
وأسماء كثيرة لمعت في سماء هذا الفنّ إن في الصحافة المكتوبة أو المرئيّة ـ المسموعة (التلفزيون) وحتى الانترنت، ليبقى الكاريكاتور في نظر جمانة سليمان، رسّامة كاريكاتوريّة سوريّة ومساعدة في مجال الوعي الصحّي والثقافة الصحّيّة، رسالة خصوصاً في هذا الوقت مع انتشار وسائل الإعلام وفي هذا الزمن الصعب، معتبرةً أنها “مسالمة” في طريقتها بالرسم ورقيقة بحيث “ألا نجرح أحد وألا يستاء أحد من الشيء الذي نقدّمه للمشاهد أو للقارئ بحيث أن نكتسبه أكثر من أن نخسره”.
وبالمقابل، هذا ما يدعو الفنّان أن يكون لديه “رقابة ذاتيّة” مثلما عبّر عنها فادي أبي سمرا، ممثّل لبناني ومخرج وكاتب نصوص كاريكاتوريّة في تلفزيون المستقبل، الذي اعتبر الرقابة “سلاحاً وأمراً ذاتيّاً حتى لو لم تفرضه السلطة”، معتبراً أنّ الأشخاص تعوّدت أن تعمل رقابة على نفسها إلاّ أنّ هذه الرقابة تختلف تبعاً للبلدان والمجتمعات ولكنها موجودة جزئيّاً.

هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ الكاريكاتور، أو فنّ النقد كما عرّفه فادي أبي سمرا، مثله مثل باقي الفنون التي عرفت مساحة من حريّة التعبير وانكسر بالتالي ذلك الحاجز المسمّى”سياسة الوسيلة الإعلاميّة” أو خطّها السياسي من جهة، وبعض القيود من جهة أخرى.

والواقع يترجم ذلك: ففي حين لم يصطدم فادي أبي سمرا في كل المواضيع تقريباً التي يتناولها، ببرنامجه الكاريكاتوري الذي يقدّمه على تلفزيون المستقبل في لبنان،
بأيّ تدخّل أو رقابة من الإدارة أو من المسؤولين على المؤسّسة منوّهاً أنّ في لبنان “لدينا القدرة على التعبير بشكل واسع جداً” ؛

اكّدت جمانة سليمان أنّ هناك حدوداً حمراء لا يمكن تعدّيها مؤكّدةً أنّها “ليست مدعومة”،
وأضافت “أحياناً يخطر على بالي أنّني أريد تعدّي هذه الخطوط الحمراء، أحياناً اتجرّا ولكن أتراجع أحياناً بسبب
الخوف بعض الشيء وكوني امرأة أيضاً يساهم في وضع بعض الحدود”.

ويبقى الكاريكاتور في النهاية فنّ الإبداع الذي يأخذ من الواقع قصّته، ونستشفّ الحقيقة من بين سطوره.
وكلّ ينقد الواقع بنظرته الإبداعيّة الخاصة التي، وإن خضعت لدى البعض لقيود مصدر نشرها، فتحت الباب أمام البعض الآخر لكسر هذه الحواجز والانطلاق من جديد…  

 
ولكلّ محبّي فنّ الكاريكاتور، يمكنهم متابعة حلقة حول هذا الموضوع على إذاعة مونت كارلو الدوليّة ضمن برنامج “حياة وناس”،
على الموقع التالي:

http://www.france24.com/ar/20110217-comics-society-arab-world-tv

السبت 12 آذار 2011
*- كاتيا سعد: إعلامية بارزة في إذاعة مونت كارلو الدولية..


Director| Raed Khalil
موقع الكاريكاتور السوري الدولي
رسام الكاريكاتور السوري رائد خليل
| جميع الحقوق محفوظة|

 



More..
Latest news